تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
122118 مشاهدة print word pdf
line-top
جزاء من يصدق الرسل

فمن يصدقهــم بــلا شـقـاق
فقد وفـــى بـذلك الميثــــاق
أي من صدق الرسل بلا شقاق؛ يعني بلا مجادلة، ولا منازعة بل يتقبل ما جاءوا به، ويصدقهم في كل ما أتوا به، ولا يأخذ بعضا دون بعض؛ فإن من فعل ذلك اعتبر مشاقا لله ولرسوله كما قال الله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ؛ فكل ذلك من المشاقة التي هي: المنازعة، والمخاصمة، وعدم التقبل، أما إذا صدقهم دون أن يرد شيئا مما جاءوا به فقد وفى بذلك الميثاق، الميثاق الذي أُخذ عليه في عالم الذر، في قوله: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ .
وذاك ناج من عــذاب النـــار
وذلك الوارث عقبـــى الــــدار
يعني هذا الذي ذكره وصدق الرسل، ووفى بذلك العهد، هذا هو الذي ينجو من عذاب النار؛ لأن الله -تعالى- خلق جنة ونارا فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، فالذين يطيعون الله -تعالى- ويتبعون ما جاء به هؤلاء هم أولياء الله، ولهم الثواب العظيم، وهو يدخلهم الجنة، وينجيهم من عذاب النار، ويجعلهم الوارثين في قوله تعالى: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ وفي قوله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ يعني العاقبة الحسنة في الدار الآخرة.

line-bottom