شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
حكم الساحر وحدُّه
واحكم علـى الســاحر بـالتكفير | ................................ |
ومن الأدلة أيضا في هذه الآية قوله تعالى: رسم> وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ قرآن> رسم> ؛ فيدل على أن من تعلمه فإنه يكفر. ومن الأدلة قوله في هذه الآية: رسم> وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ قرآن> رسم> رسم> اشْتَرَاهُ قرآن> رسم> يعني: أخذه، سماه شراء؛ وذلك أن الساحر باع إيمانه، باع دينه، باع عقيدته، باع توحيده واشترى به هذا العمل الشيطاني؛ فلذلك سماه شراء: رسم> لَمَنِ اشْتَرَاهُ قرآن> رسم> يعني: لمن تعلمه، رسم> مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ قرآن> رسم> أي: ما له عند الله حظ ولا نصيب بل يكون محروما من الحظ الأوفر الذي وعد الله -تعالى- به المؤمنين.
وقد وصف الله -تعالى- اليهود بذلك، نزل فيهم قول الله تعالى: رسم> أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ قرآن> رسم> فُسر الجبت بأنه السحر، والطاغوت بأنه الشيطان، فيؤمنون بالسحر يعني: يتعلمونه بواسطة الطاغوت الذي هو الشيطان، وعابهم الله -تعالى- بذلك في هذه الآية، قال في حقهم: رسم> أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا قرآن> رسم> فهذا وعيد شديد لهم بسبب ما ذكر أنهم يؤمنون بالجبت والطاغوت يعني: يتعلمون السحر بواسطة الطاغوت الذي هو الشيطان؛ فهذا دليل على أن من فعل ذلك فهو مستحق لللعن: رسم> أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ قرآن> رسم> فإذا كان الساحر يعبد الشياطين ويتقرب إليهم حكمنا بأنه مشرك وأنه كافر.
واحكم علـى الســاحر بـالتكفير | وحـده القتـــل بلا نكيــــر |
كما أتـى في السـنة المصرحـة | مما رواه الـترمــذي اسم> وصححـه |
عن جنـدب اسم> وهكـذا فـي أثــر | أمـر بقتلهـم روى عــن عمـر اسم> |
وصح عـن حفصة اسم> عنـد مـالك اسم> | ما فيـه أقـوى مرشـد للسـالك |
ومنه أيضا: ما يحكى عن كثير من السحرة في هذه الأزمنة مما يسمى خيالا، ينشر في بعض الصحف أن هناك مجتمع وفيه رجل يقود السيارة أو يجر السيارة بأسنانه أو يجرها بشعرة، يعلق فيها شعرة ثم يجرها، أو تطأ السيارة على ذراعه ولا تؤثر فيه، نشر هذا كثيرا. لا شك أن هذا من الشعبذة، يعني: يخيل إلى الناظرين أنه هو الإنسان الذي يفعل ذلك وإنما تفعله الشياطين، فإذا ثبت عن مثل هذا؛ هذا الفعل فإنه يعتبر ساحرا يدخل في هذا الفعل.
كذلك أيضا من شعبذتهم: توصلهم إلى أخذ المال على شبه الخلسة، فيقع لهم أمثلة كثيرة؛ فمن ذلك: ما ذكر أن أحد الإخوة كان معه نقود في جيبه، فجاء إليه أو قابله أحد السحرة، ووضع يده عليه، وقال: أنت فلان، فقال: لست بفلان، بل أنت هو، وهو لا يعرفه، وخيل إليه أو موه على عينيه ثم تركه، يقول: فلما نظرت في جيبي وإذا هو قد أخذ النقود التي في جيبي؛ هذا دليل على أنهم يخيلون على الأعين ويلبسون عليها؛ حتى لا يتفطن ذلك المخدوع.
كذلك ذكر لنا أحد الإخوة أنه كان يسير في طريق في الرياض اسم> وكان في جنبه يعني: نقود في باغة فرآها ذلك الساحر، فلما قرب منه وحاذاه خيل إليه فأغمي عليه، فاعتمد على سيارة واقفة، يقول: فبعد خمس دقائق أو ثلاث دقائق أفاق، وإذا النقود قد سحبت منه؛ فهذا من التخيلات، يعني: أنهم يستخدمون الشيطان إلى أن يلبس ويخدع ذلك الإنسان.
لا شك أن هذا كله من استخدامهم للشياطين، والحكايات عنهم كثيرة في نحو هذا، فإذا عرف أنه كافر فحده القتل؛ يقول:
........ كــذاك فــي أثــر | أمـر بقتلهـم روي عـن عمــر اسم> |
هذا دليل على أن عمر اسم> حكم عليهم بالكفر واستحقاق القتل:
وصـح عـن حفصة اسم> عند مـالك اسم> | مـا فيـه أقـوى مرشـد للسـالك |
كذلك أيضا عائشة اسم> -رضي الله عنها- كانت قد دبرت جارية: إذا مت فأنت حرة، ثم إن تلك الجارية سحرتها أيضا، عملت لها سحرا؛ لعائشة اسم> فعالجت عائشة اسم> وفطنت واعترفت تلك الجارية، ولكنها لم تقتلها، ولكن باعتها؛ قالت: بيعوها على أشد الناس ملكة؛ يعني: أصعبهم استخداما جزاء لها.
مسألة>