تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
107271 مشاهدة print word pdf
line-top
علم التنجيم من علم السحر

يقول:
هـذا ومـن أنواعـه وشـعبه
علـم النجوم فـادر هـذا وانتبـه
هذا يعني: علم التنجيم من علم السحر؛ ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: من اقتبس شعبة من النجوم؛ فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد أي: كلما زاد في تعلم التنجيم؛ فقد تعلم السحر، لماذا؟ ذلك لأن الشياطين هي التي تخيل إلى هذا الساحر أن اجتماع هذين النجمين سبب لكذا وكذا، وإنما الشيطان هو الذي يدله، ويخيل إليه، وإلا فإن النجوم مسخرة مدبرة، فالشياطين تؤثر في السحرة، وتقول لهم: إن طلوع هذا النجم دليل كذا، وغروبه دليل كذا.
التنجيم يعرفونه بأنه: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية. يقول المنجم: إذا طلع النجم الفلاني حصل مطر أو حصل قحط، من أين له ذلك؟ من الشياطين؛ فلذلك ورد في التنجيم أن المنجم ساحر والساحر كافر، في الحديث المشهور في الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم عد منهم: ومصدق بالسحر أي: عامل له ومصدق للسحرة، وأمثلة السحرة والسحر كثيرة؛ ففي الحديث المشهور الذي في مسند الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت .
من الجبت: أي من السحر، قال عوف العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يخط بالأرض، والجبت- قال الحسن - إنه الشيطان. الجبت هو الشيطان؛ يعني: أنها كلها من عمل الشيطان. وكذلك أيضًا من جملتها: النفث في العقد؛ قال الله تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ الساحر والساحرة يعمل سحره في عقد؛ وذلك لأنه إذا لابسه الشيطان، فإن نفسه تتكيف بتلك الصورة الخبيثة وبتلك الروح الخبيثة، فإذا تكيفت تلك النفس بذلك الأثر الخبيث أخذ خيطا ثم جعل يتفل فيه من روحه تلك الخبيثة، ثم يعقد عقدة ويقول: تضر فلانا أو تؤثر على فلان، ثم ينفث عقدة ثانية ثم يعقدها ثم يقول: تؤثر فيه بكذا وكذا إلى أن يعقد هذه العقد.
وقد يجمع بأمر الشيطان أشياء من جملة ما يعمله؛ كأن يأخذ مثلا من ذلك المسحور شيئا من شعره أو شيئا من ثيابه، ويجعل عليه أيضا شيئا من كِسر حديد، ويضم بعضها إلى بعض ويقول فيها كلامه الخبيث؛ فلذلك قال في الحديث: من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك هكذا جاء في الحديث، فجعل العَقد؛ النفث في العُقد من السحرة من السحر.

line-bottom