شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
الله تعالى هو الحي القيوم
حـي وقـيـــوم فــلا ينـــام | وجــل أن تشبهــــه الأنــــام |
وجل أن يشبهه الأنام، هكذا عند أهل السنة ينفون التشبيه، فيقولون: ننزه الله عن مشابهة الأنام، يعني: الخلق، يرميهم المعتزلة بالتشبيه، وكذلك أيضا الرافضة، وكذلك الخوارج ونحوهم الموجودون، ومنهم الإباضية الذين في عمان اسم> فإنهم سلكوا مسلك التعطيل، وصاروا يصرحون بذلك، ومن جملة ما ينفونه: الرؤية في الآخرة، وينفون كلام الله تعالى، ويقولون: إن القرآن مخلوق، ونحو ذلك من أقوالهم الشنيعة.
وقد كتب مفتيهم المدعو أحمد بن حمد الخليلي اسم> كتابا انتشر -مع الأسف- داخل المملكة اسم> يسميه: الحق الدامغ تكلم فيه على الرؤية وحرّف الآيات وأبعد في تحريفها، وحملها على محامل بعيدة، ولم يقبل الأحاديث وادعى أنها آحاد وأنها متناقضة، والمسألة الثانية: القرآن قرر بأنه مخلوق، وأن الله تعالى لا يوصف بأنه يتكلم، والمسألة الثالثة: قرر فيها مذهبه وهو أن الله لا يقدر على كل شيء؛ لا يقدر أن يهدي ولا يقدر أن يضل، بل العباد هم الذين يضلون أنفسهم، أو يهدون أنفسهم، وهكذا أيضا كان على هذه المعتقدات، هذا المعتقد الباطل، ولا شك أن فعله هذا وعقيدته على ما كان عليه المعتزلة قديما وحديثا، فهم ينكرون صفات الله تعالى، وينكرون تكلمه، وينكرون علوه وفوقيته، وينكرون نزوله، ومجيئه، وما أشبه ذلك، ويسلطون التأويلات على الآيات والنصوص.
فأهل السنة يصفون الله تعالى بصفات الكمال وينزهونه عن صفات النقص، فهاهنا يقول الناظم:
حي وقـيــوم فـــلا ينــــام | وجل أن تـشبهــــه الأنــــام |
ذكر أن بشر المريسي اسم> أو غيره من دعاة الباطل قالوا لأحد الأمراء: اكتب على كسوة الكعبة اسم> ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم، لا تكتب: رسم> وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> فإنها إبطال لمعتقدنا، اكتب: وهو العزيز الحكيم، امتنع ذلك الأمير، وقال: إن هذا تحريف لكلام الله تعالى، نقرأ الآية كما جاءت: رسم> وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> الله سبحانه وتعالى نفي عن نفسه مشابهة الأنام: رسم> فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا قرآن> رسم> رسم> فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ قرآن> رسم> لا تضربوا له الأمثال: رسم> لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن> رسم> رسم> هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا قرآن> رسم> رسم> وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قرآن> رسم> ونحو ذلك.
يقول:
لا تبلغ الأوهـام كنـــه ذاتـــه | ولا يكـيـف الحجــا صفــاتــه |
....................................... | ولا يكـيـف الحجــا صفــاتــه |
مسألة>