تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
78618 مشاهدة
مناقشة المعتزلة في نفيهم لصفات الله

وقد ناقش شيخ الإسلام وغيره من العلماء شبهات المعتزلة. من شبهاتهم يقولون: إننا إذا قلنا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم كنا نزهناه عن صفات المخلوقين، فيقال لهم: إذا نفيتم هذه الصفات لزمكم إثبات ضدها؛ فإن نفي الصفة لا بد أن يحل بدلها ضدها، فإذا نفيتم السمع؛ وصفتموه بالصمم، وإذا نفيتم البصر؛ وصفتموه بالعمى، وإذا نفيتم العلم؛ وصفتموه بالجهل، يتعللون ويقولون: إنما يكون كذلك لو كان قابلا، وأما الذي ليس بقابل فإنه لا يوصف بأحد الضدين، يقولون مثلا: لا يقال للجدار: إنه أصم ولا إنه سميع؛ لأنه ليس بقابل، ولا أنه عالم ولا جاهل؛ لأنه ليس بقابل، فنقول لهم: قد شبهتم الله -تعالى- بالجماد، وهو منزه عن مثل ذلك أي: عن أمثال ذلك؛ يعني: منزه عن مشابهة المخلوقات، ولما قالوا: إنه لا يوصف بالإثبات ولا بالنفي صاروا يشبهونه بالممتنعات، فشبهوه أولا: بالمخلوقات، ثم زادوا وشبهوه بالمعدومات، ثم زادوا وشبهوه بالممتنعات، ففروا من التشبيه، ووقعوا في ما هو شر منه؛ التشبيه بالمستحيلات.
مناقشتهم: توجد في الكتب المطولة والمختصرة كالتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرها من كتب أهل العلم.