إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
74953 مشاهدة
ما جاء في أن الرقى والتمائم والتولة شرك

ثم ذكر بعده حديث ابن مسعود ذُكر أن ابن مسعود دخل على امرأته وإذا في رقبتها خيط؛ فقال: ما هذا الخيط؟ فقالت: خيط رقي لي فيه، فتناوله وقطعه وقال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك فقالت امرأته: كيف تقول ذلك؟ لقد كانت عيني تقذف يعني دمعا، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فيرقيها؛ فإذا رقاها سكنت، فقال عبد الله إنما ذلك من الشيطان؛ كان ينخسها فتدمع فإذا رقي بهذه الرقية الشركية سكت وتركها، ولو قلت كما قال أو كما أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما لسكنت .
ففي هذا أنه منع الرقية ولكنها رقية شركية؛ يعني رقية بأسماء شياطين، أو بأسماء مردة جن، أو بكلام غير معلوم، أو نحو ذلك، وأقر الرقية الشرعية بمثل هذا الحديث: اللهم رب الناس أذهب الباس فإن هذه رقية شرعية، فدل على أن الرقية جائزة إذا كانت مأثورة، وممنوعة إذا كانت بكلام غير معقول.