الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح نظم البرهانية
68960 مشاهدة
المداخلة بين المسائل

فإذا فرضنا مثلا أن الأخوات الشقائق ست، وأن الأخوات من الأم اثنتان. اثنتان وست. الست منقسم عليهن سهمهن، والثنتان منقسم عليهن سهمهن، أثبت الست وأثبت الثنتين. تنظر بينهما. ماذا يكون بينهما؟ يكون بينهما مداخلة، يسمى مداخلة ويسمى مناسبة.
المداخلة: أن يكون العدد القليل داخلا في العدد الكثير. أو أن يكون العدد القليل يفني العدد الكثير بلا باقٍ. إذا عندك ست وعندك اثنتان. أليس الست ثنتين وثنتين وثنتين؟! اثنتان ما بقي شيء. الاثنان دخل في الستة. هذا مداخلة وتسمى أيضًا مناسبة. يعني: أن العدد القليل إذا نسب إلى الكثير وإذا هو جزء منه. أليس الاثنان ثلث الستة؟ إذًا فالستة نكتفي بها.
قال: نكتفي بالأكبر. عندنا ستة، وعندنا اثنان بينهما مداخلة نكتفي بالأكبر، فنجعل الأكبر هو جزء السهم ونضربه في أصل المسألة التي هي ثلاثة. هذه تسمى مداخلة.