جزاء من يصدق الرسل
فمن يصدقهــم بــلا شـقـاق | فقد وفـــى بـذلك الميثــــاق |
أي من صدق الرسل بلا شقاق؛ يعني بلا مجادلة، ولا منازعة بل يتقبل ما جاءوا به، ويصدقهم في كل ما أتوا به، ولا يأخذ بعضا دون بعض؛ فإن من فعل ذلك اعتبر مشاقا لله ولرسوله كما قال الله تعالى: رسم>
وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ قرآن> رسم> رسم>
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى قرآن> رسم> ؛ فكل ذلك من المشاقة التي هي: المنازعة، والمخاصمة، وعدم التقبل، أما إذا صدقهم دون أن يرد شيئا مما جاءوا به فقد وفى بذلك الميثاق، الميثاق الذي أُخذ عليه في عالم الذر، في قوله: رسم>
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قرآن> رسم> .
وذاك ناج من عــذاب النـــار | وذلك الوارث عقبـــى الــــدار |
يعني هذا الذي ذكره وصدق الرسل، ووفى بذلك العهد، هذا هو الذي ينجو من عذاب النار؛ لأن الله -تعالى- خلق جنة ونارا فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، فالذين يطيعون الله -تعالى- ويتبعون ما جاء به هؤلاء هم أولياء الله، ولهم الثواب العظيم، وهو يدخلهم الجنة، وينجيهم من عذاب النار، ويجعلهم الوارثين في قوله تعالى: رسم>
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم>
أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ قرآن> رسم> يعني العاقبة الحسنة في الدار الآخرة.
مسألة>