إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
107820 مشاهدة print word pdf
line-top
التوحيد يكفر الذنوب

أما الحديث الثاني الأخير: يقول -صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن آدم: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .
اقتصر المؤلف على هذه الجملة الأخيرة: قراب الأرض ، يعني: ملؤها أو ما يقارب ملئها. يعني: لو أن الإنسان مثلا في أول عمره تمادى في السيئات، وأكثر منها حتى بلغت عنان السماء، ثم بعد ذلك في آخر عمره تاب وأخلص ووحد، وحد الله، وترك السيئات، وندم على فعلها، مع أنها قد كتبت في سجل أعماله، فهذه التوبة إذا ختم بها حياته، وأخلص الدين، ولم يشرك بالله شيئا ، فإن من آثار هذه التوبة أنها تمحو السيئات، وتمحو عنه أثرها، فإذا لقي الله وهو مخلص لا يشرك به شيئا غفر الله له تلك الخطايا: لأتيتك بقرابها، يعني بملئها أو ما يقارب ملئها: لأتيتك بقرابها مغفرة، فهذه فائدة عظيمة من فوائد التوحيد؛ ألا وهي كونه يكفر الذنوب.
الباب يقول: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. فالأحاديث الثلاثة والآية تتعلق بفضل التوحيد، والحديث الأخير الرابع: يتعلق بتكفيره للذنوب.
كلمة ما في قوله: باب فضل التوحيد وما يكفر قيل: إنها مصدرية. التقدير: وتكفيره الذنوب، فضله وتكفيره الذنوب، ومعلوم أن تكفيره من فضله، فلماذا عطفه؟ لماذا عطف التكفير على الفضل؟.. من عطف الخاص على العام، يعني: أن من فضله فضل كبير وهو تكفيره للذنوب؛ إذا تاب منها وأناب ووحد الله تعالى وأخلص له العبادة كفر الله عنه خطاياه، وتكفيره الذنوب.
والتقدير الثاني لبعضهم: أنها موصولة، وأن التقدير : والذي؛ باب فضل التوحيد والذي يكفره من الذنوب، ولكن الصحيح القول الأول: أنها مصدرية: فضل التوحيد وبيان تكفيره للذنوب. فهذه فضائل التوحيد.
في هذا الباب ست فضائل: اثنتان في الآية: الأمن والاهتداء، وأربع في الأحاديث: كونه يدخل صاحبه الجنة، وكونه يكون محرما على النار، وكونه يثقل بالمخلوقات، وكونه يكفر السيئات. نكتفي بهذا ونواصل إن شاء الله غدا، والله أعلم، وصلى الله على محمد .

line-bottom