الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
88674 مشاهدة
الله تعالى هو الأول والآخر

الأول المبـــدي بـــلا ابتـــداء
والآخر الـبــاقــي بـلا انتهـــاء
قال تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ فمن أسمائه: الأول، جاء في الحديث: أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء فالناظم هنا يقول:
الأول المبـــدي بــلا ابتــــداء
.....................................
يعني: بلا بداية.
والآخر الـبــاقــي بـلا انتهـــاء
.....................................
الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية، أي: ليس له أول، ليس له مبدأ، لم يسبق بعدم، هو موجود ولم يسبق بعدم؛ تكلم ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه على كلام الله تعالى، على قوله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا فقال: لو جعل البحر ومعه سبعة أبحر، بحور الدنيا ومعها سبعة أمثالها، وأشجار الدنيا من أولها إلى آخرها أقلام، فكتب بتلك الأقلام، وكتب بذلك البحار، لنفدت البحار وتكسرت الأقلام قبل أن ينفد، يعني يفنى كلام الله.
ثم قال: وكيف يفني كلام الله، وهو لا بداية له ولا نهاية؟ والمخلوقات لها بداية ونهاية، فيعتقد المسلمون أن الله تعالى لم يسبق بعدم، وأنه المبدي بلا بداية، الذي هو المبدئ للخلق، وهو لا بداية له، وأنه الآخر الباقي بلا انتهاء، يعني: ليس له نهاية، هو القيوم: القائم على جميع أرزاق خلقه، وهو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.