قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
113328 مشاهدة print word pdf
line-top
ما يوجبه الحيض

...............................................................................


ثم ذكروا أن الحيض يوجب أشياء: يوجب الغسل: إذا طهرت فلا يكفيها الوضوء، لا بد من الاغتسال. وبه فسر قوله تعالى: فَإِذَا تَطَهَّرْنَ الاغتسال: غسل البدن كاملا كغسل الجنابة. بعض النساء إذا اغتسلت ما تغسل رأسها، وهذا خطأ حتى من الجنابة. يفعل ذلك بعض الجاهلات في البوادي ونحوها.
ثانيا: البلوغ: إذا حاضت فقد بلغت، وحكم عليها بما على البالغ. بعض الناس تبلغ بنتهم مثلا بالحيض تحيض وعمرها عشر سنين أو إحدى عشر ولا تصوم. يقولون: صغيرة، صغيرة. ليست صغيرة؛ لو تزوجت لحملت. فلا يجوز التساهل في ذلك. إذا حاضت ولو كان عمرها عشر أو إحدى عشر فقد بلغت. وإذا بلغت أصبحت حكمها حكم البالغ؛ لا بد أنها تصلي وتصوم، وتتستر في صلاتها؛ لقوله في الحديث: لا يقبل الله صلاة حائض -يعني امرأة قد حاضت- إلا بخمار .
الثالث: الكفارة بالوطء: إذا وطئها زوجها فعليه الكفارة. الكفارة الصدقة بدينار أو بنصف دينار، ولو كان جاهلا. إذا قال مثلا لها: مكنيني. فقالت: إني حائض يُصدقها. بعض الناس يكذبها، ويقول: إنما تريد الامتناع؛ فيطؤها وهي حائض، وهذا ذنب كبير.
وكذلك لو كان ناسيا أو جاهلا أو مكرها لا تسقط الكفارة. ثم بعض الناس -والعياذ بالله- يغصبها على أن يطأها في الدبر إذا كانت حائضا. نقول: وطؤها في الحيض أسهل إثما من وطئها في الدبر؛ وذلك لأن الوطء في الحيض له كفارة، والوطء في الدبر ذنب كبير ليس له كفارة؛ يعاقب عليه.
فالحاصل أنه إذا وطئها في الفرج وهي حائض ولو مثلا غلبته شهوته لشدة الشهوة ولم يستطع فعليه الكفارة دينار أو نصفه على التخيير.
قال بعضهم: إذا وطئها في أول الحيض فعليه دينار، وإذا وطئها في آخره فعليه نصفه. ولعل الأقرب أنه مخير. إذا كانت مغصوبة فلا شيء عليها، وإن كانت مطاوعة فعليها أيضا كفارة.
إذا انقطع الدم قبل الاغتسال أو التيمم إذا لم يوجد الماء صح الصيام. لو مثلا طهرت في آخر الليل، وقالت: إن اغتسلت فاتني السحور. تتسحر ولو ما اغتسلت إلا بعدما طلع الفجر يصح الصيام. وكذلك يجوز أن يطلقها قبل أن تغتسل، إذا طهرت وابتدأت في الطهر ولو قبل الاغتسال وقع الطلاق طلاق سنة.
وكذلك قبل الاغتسال بعد الانقطاع يجوز لها أن تلبث في المسجد بوضوء. أن تجلس في المسجد إذا كانت متوضئة. علامة انقطاع الدم أن لا تتغير قطنة احتشت بها في زمن الحيض؛ فإذا احتشت بقطنة مثلا أو خرقة احتشت بها في فرجها، وخرجت لم تتلوث بحمرة دل على أنها طهرت. وذكروا أيضا أن من علاماته القصة البيضاء؛ أنه يخرج منها شيء بعد الانقطاع علامة على الانقطاع والطهر؛ أي شيء أبيض؛ يعني: يشبه القطن.
تقضي الحائض والنفساء الصوم ولا تقضي الصلاة؛ وذلك لأن الصلاة تتكرر. قد تبقى مثلا خمسة عشر يوما فلو كلفناها أن تقضي مثلا صلاة خمسة عشر يوما لشق ذلك عليها. أما الصوم فلا يتكرر؛ مرة في السنة.

line-bottom