إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
71677 مشاهدة
الخروج من الخلاء

...............................................................................


أما عند الخروج. إذا خرج قدم اليمنى كما ذكرنا أنها تقدم للأشياء الفاضلة وقال: غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. جاء هذا في حديث.
ثم ما مناسبة طلب المغفرة؟ قال بعضهم: إنه لما دخل كان يحس بثقل الأذى ولما خرج أحس بالخفة، فتذكر ثقل الذنوب فسأل المغفرة وتخفيف الذنوب. هذه مناسبة. وقال بعضهم: إنه لما أنعم الله عليه بإزالة هذا الأذى الذي لو بقي فيه لقتله؛ عرف أنه يضعف عن شكر الله تعالى فطلب المغفرة؛ ولهذا كان بعض الصحابة إذا خرج من الخلاء يمسح بطنه ويقول: يا لها من نعمة أن الله تعالى سهل خروج هذا الخارج الذي هو أذى. كان بعضهم يقول: الحمد لله الذي أذاقنى لذته، وأبقى فيَّ منفعته وأذهب عني أذاه ويقول جاء في حديث أنه يقول: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا فكل ذلك من أسباب ذكر المغفرة، أن الإنسان يعرف بأنه قد أعطاه الله تعالى وهيأ له أسباب الطعام اللذيذ الذي يأكله لذيذا، فإذا لم يبق إلا قذره وأذاه سهل له خروجه، وذلك بلا شك من نعم الله تعالى أن أخرجه من مخرج بسهولة وبدون أذى، فيقول: غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني، عافاني من بقائه بحيث أن بقاءه يضرني. إذا أصاب الإنسان حصر بول أو نحوه تألم تألما شديدا إلى أن يتخلى ويُخرج ذلك.