إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
71195 مشاهدة
الرد على من أنكر المسح على الخفين

...............................................................................


أنكر المسح على الخفين الرافضة وذلك لأنهم يحرصون على مخالفة أهل السنة فيما يختصوا به؛ فلذلك ينكرونه وهم مع ذلك لا يغسلون القدمين، وإنما يمسحون يمسحون القدمين مسح هذه بدعتهم ويدخلون في الوعيد الذي جاء في الحديث: ويل للأعقاب من النار ولما كانت كذلك كانت هذه المسألة عقدية يذكرها العلماء في باب العقائد؛ وذلك لأن الخلاف فيها مع المخالفين في العقائد كالرافضة والخوارج والإباضية ونحوهم هؤلاء كلهم مبتدعة لا يرون المسح على الخفين.
روي عن الإمام أحمد رحمه الله قال: ليس في نفسي أو ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء -يعني شك- فيه أربعون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم يقول الحسن رحمه الله الحسن البصري يقول: حدثني سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على خفيه دل ذلك على أنه أمر مشروع، وذكرنا أنه من باب التسهيل للعبادة وعدم التنفير منها، وأن فيه تخفيفا على الإنسان في شدة البرد؛ حتى لا تثقل عليه العبادة .
والكلام عليه في العقائد قد توسع فيه شارح الطحاوية، وكذلك غيره من الذين يتكلمون على العقائد.