إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
79284 مشاهدة
مايصيب الإنسان في الطريق

...............................................................................


ما حكم طين الشوارع ؟ الأصل أنه طاهر. الذي يتصبب من البيوت قديما، ما هناك مجاري فالناس يغسلون أوانيهم وثيابهم ويتوضئون. ثم ينصب الماء من هذا البيت ومن هذا البيت فيصير مستنقعات في الشوارع، ثم يصير أيضا فيه طين. فنقول الأصل الطهارة، ولو ظُنت النجاسة. الأصل أنه طاهر. يضطر الناس إلى أنهم يمشون في الأسواق. وأنت تمشي أيضا أحيانا ويكون هناك مستنقعات تجيء سيارة مسرعة مثلا فبوطئها لذلك الماء يتطاير عليك رشاش، فلو كلف كل أحد أصاب هذا الرشاش أن يغسل ثيابه لشق ذلك عليه.