إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
81633 مشاهدة
الاستنجاء بالطعام

...............................................................................


ولا يجوز الاستنجاء بالطعام ولو لبهيمة، فلو وجدت كسر خبز يابسة مرمية فإنه لا يستنجى بها وذلك لاحترامها، ولو كانت قد ألقيت في التراب أو تمرات يابسة أو نوى التمر؛ لأنه يصلح علفا كانوا يطبخونه للدواب للإبل والبقر، وكذلك الحشيش حشيش الدواب الذي يمكن أنها تأكله فلا يجوز الاستنجاء بالطعام إذا نهينا عن طعام الجن، فطعام الإنس وطعام علف دواب الإنس أولى. لو استنجى مثلا بروث أو بعظم أو بكسر خبز أو نحوها، فهل يرتفع حدثه؟ لا يرتفع ولا يطهر المحل فلا بد أن يغسله بالماء بعد ذلك حتى يزيل أثر النجاسة؛ لأنه جاء في الحديث: إنهما لا يطهران يعني: إذا استجمر بروث أو بعظم أو بكسر خبز أو بطعام حيوان أو بأوراق كتب فيها شيء من كتب العلم أو غلاف كتاب لم يحترمه أو بذنب بقرة أو رجلها كل ذلك لا يجزي، ومن فعل ذلك لزمه أن يغسل المحل بعد ذلك بالماء. وهكذا لو تعدى المحل تعدى الخارج يعني: البول مثلا سال على الحشفة أو على الذكر فلا بد من غسله، أو الغائط انتشر إلى صفحتاه انتشر إلى جانبي الدبر في هذه الحال يحتاج إلى الغسل فلا بد أن يغسله بالماء.