إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
114234 مشاهدة print word pdf
line-top
مصر

...............................................................................


ذكر لنا بعض المشائخ: أن البدوي الذي يعبد في مصر ما عرف عنه عمل صالح؛ إلا أنه دخل مرة والناس في المسجد الجامع يصلون فبال في المسجد، ثم خرج ولم يصل، هذه من الحكايات عنه، وتبعوه وقالوا: هذا مجذوب، هذا قلبه عند ربه، هذا قد وصل، الشأن في وفيك. لما سئل بعضهم: هذا المجنون لماذا لا يصلي؟! فقالوا: هذا قد وصل، الشأن فينا، نحن الذين ما وصلنا، هذا قد قطع المراحل ووصل إلى ربه، قلبه عند ربه، سقطت عنه التكاليف، فأبيح له أن يفعل ما يشاء، وأن يعمل الذي يريده، ويأخذ الذي يشتهيه. فينقلون عنه أفعالا شنيعة. ويذكرون -أيضا- عن أولئك الذين يسمونهم مجاذيب -يعني- مجذوبين، أنهم يفعلون ما يشاءون؛ لو دخل أحدهم بيت إنسان وأخذ من ماله أو من متاعه ما رده، هذه حالتهم، ثم بعد موتهم يتخذونهم معبودين، وأنهم -أيضا- في حياتهم يرون أنهم من المقربين. في قصيدة الصنعاني البائية يقول فيها:
كقوم عراة في ذرا مصر ما تُرَى
على عورة منهم هناك ثيــاب
يعدونهم في مصرهم من خيارهم
دعاؤهمُ فيما يـرون مجــاب
هذه حالتهم في زمان الصنعاني من قبل نحو ثلاثمائة سنة -يعني- في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي عهد الصنعاني صاحب سبل السلام، كقوم عراة في ذرا مصر في أطراف مصر ما ترى على عورة منهم هناك ثياب يمشون عراة، والناس يتمسحون بهم، ما ترى على عورة منهم هناك ثياب، يعدونهم في مصرهم من خيارهم، دعاؤهمُ فيما يرون مجاب بعد موتهم-بلا شك- أنهم سيغلون فيهم، وأنهم سيتبركون بهم ويعبدونهم. وهكذا أيضا يفعل كل طائفة مع من يعتقدون فيه.

line-bottom