قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
119673 مشاهدة print word pdf
line-top
من شروط كلمة التوحيد: القبول

...............................................................................


وأما الشرط السابع: فهو القبول. القبول -يعني- تَقَبُّلُ كل ما جاء عن الله –تعالى- وعدم رد شيء من الشريعة؛ بل يَقْبَلُ الشرع كُلَّهُ بصدر رَحْبٍ، ويمتثل له.
أما الذين لا يقبلونها فليسوا صادقين، وليسوا من أهل لا إله إلا الله حَقًّا.
وكذلك الذين يقبلون البعض دون البعض؛ فهؤلاء -أيضا- ليسوا صادقين، وليسوا من أهل حقيقة التوحيد، وحقيقة معنى لا إله إلا الله. ذم الله اليهود بقوله تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ لماذا؟ لأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يقبلون بعضا ويتركون بعضا، يقبلون ما هو خفيف عليهم، أو ما يوافقون فيه جماهير الناس، ويتركون ما يخالفون فيه أحدا من الناس، يحبون موافقة العامة، وما تميل إليه العامة؛ فمثل هؤلاء ليسوا صادقين في إيمانهم.
فمثلا: إذا رأينا مَنْ يتثاقل عن صلاة الجماعة، قلنا: أنت ما قبلت جميع الشريعة؛ بل قبلت بعضا دون البعض. إذا رأينا من يبيح أو يعمل حَلْقَ اللحى، وإسبال الثياب، ويقول: أوافق الناس، وأمشي مع جمهور الناس. فنقول له: أنت ما آمنتَ بالكتاب كله، ولا آمنت بالرسول وبما جاء به؛ بل أنت من الذين يقولون: نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا .
وكذلك إذا رأينا مَنْ يسمع الأدلة التي في وجوب ستر النساء وجوههن وزينتهن، ثم مع ذلك يدعو إلى التبرج، وإلى خروج النساء سافرات، ويقول: إن المرأة لها حريتها. فهل نقول: إن هذا من أهل القبول؟ هل قَبِلَ معنى الشريعة؟ وتَقَبَّلَ ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ لا شك أنه لم يكن من أهل القبول الصحيح؛ بل إنه من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
وكذلك من يُبِيحون الغناء، ويقولون: إنه ولو كان مُحَرَّمًا فإنه شيء تَلْتَذُّ به النفس، لا نوافق الشريعة في تحريمها! وكذلك من يشربون المسكر، ويقولون: إنه شراب لذيذ! نقول لهم: ما قبلتم سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- ما قبلتم كل ما جاء به.
المؤمن هو الذي يقبل كل شيء جاء به الشرع على العين والرأس، ولا يَرُدُّ شيئا منه.
وأما وأما المنافق الذي يأخذ ما يناسب هواه، ويَرُدُّ الباقي ؛ فإنه مثل اليهود الذين يقولون نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ .
فهذه شروط لا إله إلا الله التي اشْتُهِرَتْ، وتتبعها العلماء، وأئمة الدعوة من أدلتها من الكتاب والسنة:
علـمٌ, يقينٌ, وإخلاصٌ, وصـدقُكَ مَعْ
مَحَبَّـةٍ, وانقيـادٍ, والقبـولِ لهـا

line-bottom