القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
119607 مشاهدة print word pdf
line-top
نقل ابن العماد بدعا وخرافات وحكايات عن ابن عربي

...............................................................................


بعض المؤرخين الذين ليس عندهم تحقيق، ولا تفريق بين الصدق والكذب، يذكرون في تراجمهم كثيرا من أمثال هؤلاء. فعندنا مثلا: ابن العماد صاحب شذرات الذهب، عالم حنبلي أَلَّفَ هذا الكتاب، وصل فيه إلى سنة ألف، وتوقف بعد الألف عن التاريخ. لما أتى على ترجمة ابن عربي ذكر في ترجمته حكايات مكذوبة يقينا، وذكر أنه وصل إلى رتبة كذا، وأن من حكاياته ومن أفعاله كذا. العلماء المحققون كـشيخ الإسلام وغيره، ذكروا أنه اتحادي، وأنه حُلُولي، ابن عربي يسمونه ابن عربي الاتحادي ؛ ومع ذلك فإن هؤلاء القبوريين يعتقدون فيه أنه ولي، وأنه سيد، وأنه.. وأنه!! انخدعوا بتلك الحكايات. مصدر ابن العماد في تلك الحكايات.. كتب هؤلاء المتصوفة؛ فإنهم يحشدون فيها من تلك الخرافات.
ومن تلك الحكايات التي لا أصل لها: من أنه حصل له مقام فيه كذا، وأنه أنجى مَن التجأ إليه، وأنه يكلم الإنسان، ويخبره بما في ضميره، ويقول: أنت تتحدث بكذا وكذا، وأنه استغاث به فلان فحصل منه كذا وكذا. وهو في الحقيقة من أهل وحدة الوجود: الذين ينكرون الفرق بين الخالق والمخلوق، ويدعون أن الخالق والمخلوق شيء واحد!! فهذه الحكايات هي التي تروج على مثل هؤلاء المخرفين، فيزين لهم الشيطان أن هذا من أولياء الله، فاجتهدوا في تعظيمه، وسموه كذا وكذا.

line-bottom