الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
133126 مشاهدة print word pdf
line-top
قرية تقتل رجلا وتتخذه وليا وشفيعا

...............................................................................


وسمعت حكاية: أن أهل قرية قالوا: ليس عندنا أحد من الأولياء، ولا من السادة! زارهم بعض مَنْ يسمونهم سادة وأشراف، زارهم إنسان، ولما أراد أن ينصرف، قالوا: لا يمكن أن تنصرف! نحن ما عندنا سيد!! لا بد أن نقتلك، وأن نقبرك، وأن نجعلك سيدا لنا!! فحاول فيهم، فقتلوه، وقالوا: نتخذك وليا!! عجبا لكم!!! أتقتلونه، وترجون أن يشفع لكم؟! أتقتلونه، وتدعونه مع الله؟! وترجون أن ينفعكم؟!! يقولون: نعم، إنه من السادة، إنه سيد ..! فإذا كان من السادة من أقارب النبي-صلى الله عليه وسلم- فإنه ينفعنا، فيشفع لنا.
وهكذا يُخَيَّلُ إلى مثل هؤلاء أن هذا ليس بعبادة؛ فيسمونه بهذه الأسماء، وهو في الحقيقة: إله؛ وذلك لأنهم يظنون أن الله جعل لِخَوَاصِّ الخلق عنده منزلة يرضى أن يلتجئ الإنسان إليهم! مَنِ المراد بِخَوَاصِّ خلقه؟ هؤلاء الذين يسمونهم أولياء.. أن الله جعل لهم منزلة رفيعة، وأن هذه المنزلة إذا وصلوا إليها استحقوا أن يُدْعَوا، وأن يُلْتَجَأ إليهم، يرضى الله أنهم يلتجئون إليهم، وأنهم إذا التجئوا إليهم؛ فإنهم ينفعونهم، ويدفعون عنهم، ويشفعون لهم؛ ولذلك يفعلون عندهم الأفاعيل! وانتشر هذا كثيرا في كثير من البلاد. وهذا حقيقة التأله عندهم.

line-bottom