دعوة سيدنا نوح للتوحيد
...............................................................................
ثم نعرف -أيضا- أن لا إله إلا الله كلمة اتفقت عليها دعوة الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، كلهم يدعون إلى كلمة لا إله إلا الله.
قال الله تعالى:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ 
أي: لا إله لكم -إله حق صحيح- غيره، فلا تجعلوا معه غيره من المألوهات؛ ولكنهم أصروا على اتخاذ آلهة غير الله؛ فلذلك حكى الله تعالى عنهم أنهم قالوا:
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ 
أي: معبوداتكم،
وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا 
إلى آخره. دل على أنهم يسمونها آلهة: ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا جعلوها آلهة، فلما قال لهم:
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ 
أنكروا ذلك، وقال بعضهم لبعض:
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ 
أي: لا تتركوا تَأَلُّهَهَا وعبادتها.