تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
معروف الكرخي
...............................................................................
مثل معروف الكرخي اسم> قبره موجود في مصر اسم> ويتوافد إليه خلق كثير يتعبدون عند قبره؛ حتى يقول بعضهم: قبر معروف اسم> الترياق المجرب، أي: الدواء النافع. شبهوه بالترياق: وهو الدواء الذي يعالج به مَنْ أكل السم؛ حتى يطيب، الترياق المجرب. انخدع كثير من الناس به عند قبره وفي مكان بعيد؛ حتى في البحار يدعونه: يا معروف اسم> أنجنا.. يا معروف اسم> خذ بأيدينا.. يا معروف اسم> اشفع لنا، ارزقنا. فالذين عند قبره يتعبدون ويدعونه، والبعيدون يهتفون باسمه، ويكثرون من دعائه ومن التضرع إليه، ينخدعون بكثير من الحكايات التي تحكى عن الذين يأتون إليه.
كثير من هؤلاء الذين يأتون إلى قبره، ثم يقع لهم حالة يروونها وقد يزيدون فيها، فيقول أحدهم: دعوت معروفا اسم> فنجاني، أو استشفعت به فشفع لي، ونفعني، ووفى ديني، ونصرني، ورزقني مالا وأولادا، وآتاني من كذا، وأعطاني، وأوفى عني، فتكون فتنة لكل من يستمع عنه.
هو متوفى في القرن الثالث، وله ترجمة مشهورة في كتب التراجم، في الطبقات، وفي البداية والنهاية، وفي سير أعلام النبلاء، وفي التاريخ الكبير -تاريخ الذهبي اسم> - وغيرها، والحكايات التي تنقل عن الذين يأتون إليه كلها أو جلها لا أصل لها. معروف اسم> كان من الزهاد الذين زهدوا في الدنيا، وتعبدوا وتقشفوا، وانقطعوا عن الشهوات، فكان من الصوفية المعتدلة الذين يتعبدون بالعبادات الشرعية، وينقطعون عن الشهوات، وعن الملذات الدنيوية من باب التقشف، فأما أنه يستغاث به أو يدعى مع الله فإن ذلك هو الشرك.
مسألة>