إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
133105 مشاهدة print word pdf
line-top
الغلو في عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن الغلو في الصالحين الذي يؤدي إلى عبادتهم مع الله تعالى، وإلى تعظيمهم وإعطائهم شيئا من خالص حق الله -تعالى-؛ ألا وهو العبادة؛ وذلك خوفا من أن يفعل معه كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم، وكما فعل النصارى مع عيسى ؛ حيث غلوا فيه.
لما ذكر الله قولهم في عيسى رد عليهم، حكى الله عن بعضهم، قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ هذا قول طائفة منهم: أن عيسى هو الله -تعالى الله عن قولهم!- فقال: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا من الذي يَرُدُّهُ؟! الله هو الذي خلق عيسى وخلق أهل الأرض كلهم، فكيف تجعلون عيسى هو الله؟! عيسى كان معدوما ثم خُلِقَ.. خُلِقَ من ماء.. خلق منه، وبقي في الرحم مدة، ثم ولد طفلا، وأجرى الله على يديه هذه المعجزات؛ ولكنها كماليات الأنبياء، فلا تدل على أنه هو الله.
ولما ذكر هذه المقالة عنهم قال بعد ذلك: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ يعني: أنهما يحتاجان إلى الغذاء، يأكل الطعام، ثم يحتاج إلى إخراج الطعام - لذي هو التَّخَلِّي-؛ فدل ذلك على أنه ناقص. الله -تعالى- من وصفه: أنه لا يَطْعَم ولا يُطْعَم: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ غَنِيٌّ عن ذلك؛ لأنه الفرد الصمد. أما عيسى وسائر الأنبياء فإنهم يحتاجون إلى الطعام في حياتهم، يتغذون به، ثم بعد أكله لا بد أنهم يحتاجون إلى إخراجه، ولا شك أن هذا يُعْتَبَرُ نقصا؛ فكيف مع ذلك تسوونه بالخالق -سبحانه وتعالى-؟

line-bottom