تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
الغلو في عيسى -عليه السلام-
...............................................................................
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن الغلو في الصالحين الذي يؤدي إلى عبادتهم مع الله تعالى، وإلى تعظيمهم وإعطائهم شيئا من خالص حق الله -تعالى-؛ ألا وهو العبادة؛ وذلك خوفا من أن يفعل معه كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم، وكما فعل النصارى مع عيسى اسم> ؛ حيث غلوا فيه.
لما ذكر الله قولهم في عيسى اسم> رد عليهم، حكى الله عن بعضهم، قال تعالى: رسم> لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قرآن> رسم> هذا قول طائفة منهم: أن عيسى اسم> هو الله -تعالى الله عن قولهم!- فقال: رسم> قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا قرآن> رسم> من الذي يَرُدُّهُ؟! الله هو الذي خلق عيسى اسم> وخلق أهل الأرض كلهم، فكيف تجعلون عيسى اسم> هو الله؟! عيسى اسم> كان معدوما ثم خُلِقَ.. خُلِقَ من ماء.. خلق منه، وبقي في الرحم مدة، ثم ولد طفلا، وأجرى الله على يديه هذه المعجزات؛ ولكنها كماليات الأنبياء، فلا تدل على أنه هو الله.
ولما ذكر هذه المقالة عنهم قال بعد ذلك: رسم> مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ قرآن> رسم> يعني: أنهما يحتاجان إلى الغذاء، يأكل الطعام، ثم يحتاج إلى إخراج الطعام - لذي هو التَّخَلِّي-؛ فدل ذلك على أنه ناقص. الله -تعالى- من وصفه: أنه لا يَطْعَم ولا يُطْعَم: رسم> وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قرآن> رسم> رسم> وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ قرآن> رسم> غَنِيٌّ عن ذلك؛ لأنه الفرد الصمد. أما عيسى اسم> وسائر الأنبياء فإنهم يحتاجون إلى الطعام في حياتهم، يتغذون به، ثم بعد أكله لا بد أنهم يحتاجون إلى إخراجه، ولا شك أن هذا يُعْتَبَرُ نقصا؛ فكيف مع ذلك تسوونه بالخالق -سبحانه وتعالى-؟
مسألة>