القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
119670 مشاهدة print word pdf
line-top
الغلو في عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن الغلو في الصالحين الذي يؤدي إلى عبادتهم مع الله تعالى، وإلى تعظيمهم وإعطائهم شيئا من خالص حق الله -تعالى-؛ ألا وهو العبادة؛ وذلك خوفا من أن يفعل معه كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم، وكما فعل النصارى مع عيسى ؛ حيث غلوا فيه.
لما ذكر الله قولهم في عيسى رد عليهم، حكى الله عن بعضهم، قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ هذا قول طائفة منهم: أن عيسى هو الله -تعالى الله عن قولهم!- فقال: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا من الذي يَرُدُّهُ؟! الله هو الذي خلق عيسى وخلق أهل الأرض كلهم، فكيف تجعلون عيسى هو الله؟! عيسى كان معدوما ثم خُلِقَ.. خُلِقَ من ماء.. خلق منه، وبقي في الرحم مدة، ثم ولد طفلا، وأجرى الله على يديه هذه المعجزات؛ ولكنها كماليات الأنبياء، فلا تدل على أنه هو الله.
ولما ذكر هذه المقالة عنهم قال بعد ذلك: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ يعني: أنهما يحتاجان إلى الغذاء، يأكل الطعام، ثم يحتاج إلى إخراج الطعام - لذي هو التَّخَلِّي-؛ فدل ذلك على أنه ناقص. الله -تعالى- من وصفه: أنه لا يَطْعَم ولا يُطْعَم: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ غَنِيٌّ عن ذلك؛ لأنه الفرد الصمد. أما عيسى وسائر الأنبياء فإنهم يحتاجون إلى الطعام في حياتهم، يتغذون به، ثم بعد أكله لا بد أنهم يحتاجون إلى إخراجه، ولا شك أن هذا يُعْتَبَرُ نقصا؛ فكيف مع ذلك تسوونه بالخالق -سبحانه وتعالى-؟

line-bottom