جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
112587 مشاهدة print word pdf
line-top
شبهة الاقتصار على النطق بكلمة التوحيد وردها

...............................................................................


وإذا قال: إني أقول: لا إله إلا الله.
قلنا: إنك أفسدت معناها؛ حيث جعلت مع الله آلهة أخرى، ولا ينفعك قولها. القول باللسان لا يفيد ولا ينفع؛ إلا بعد أن يُوَافِقَهُ العمل؛ فالذين يقولونها بألسنتهم، ثم يخالفونها بأفعالهم؛ تُرَدُّ عليهم أفعالهم، وتُرَدُّ عليهم عباداتهم، وتهليلاتهم؛ فلا تفيدهم، ولا تَعْصِمُهُمْ في الدنيا من القتال، واستحلال دمائهم، ولا في الآخرة من عذاب النار.
في هذا معرفة ركني هذه الشهادة: أنهما نفي، وإثبات. متى عرف المسلم أنها تتكون من هذين الركنين، عرف أنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر، وعرف مدلول النفي، ومدلول الإثبات.

line-bottom