إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
79513 مشاهدة
الآلهة عند المشركين

<مسألة رتبة=خلافية> ...............................................................................


معلوم أن المشركين يسمون معبوداتهم: آلهة. فعندهم أن العزى إله، ومناة إله، واللات إله، وإساف، ونائلة، وهبل.. هذه آلهة، يسمونها آلهة، لماذا؟ لأن قلوبهم تألهها, أي: تحبها، وتعظمها.
فالتأله: هو التعبد، والتعظيم، والإجلال، والتواضع. يسمى هذا تألها.
فالمسلمون لا يتألهون إلا لله. يعني: له يعظمون، وبه يثقون، وعليه يتوكلون، وله يتواضعون، وله يركعون ويسجدون، وله يخشعون، وإياه يخافون، وعليه يتوكلون. كل هذا تَأَلُّهٌ.
فمحبة الله تأله، ودعاؤه تأله، والخضوع له تأله، والتواضع له تأله، وكذلك جميع أنواع التعظيم تُسَمَّى تألها، متى فعل شيئا منها صدق عليه أنه تأله، فإن كان ذلك لله فهو عبادة وتوحيد، وإن كان لمخلوق فهو شِرْكٌ؛ حيث صرف التأله الواجب لله إلى غير الله.
فالنفي.. نفي الإلهية الصحيحة عن ما سوى الله، أن تكون إلهيتها باطلة، عن جميع ما سوى الله؛ حتى المرسلين؛ وحتى الأنبياء والأولياء؛ وحتى الملائكة؛ وحتى محمد و جبريل؛ فضلا عن غيرهم من الأنبياء والصالحين، وإثباتها لله وحده.
ذكرنا أن المشركين الأولين كانوا يعلمون معنى: الإله؛ فلأجل ذلك أَصَرُّوا على الامتناع عن قول: لا إله إلا الله. في بعض الأحاديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم - رفع مرة صوته على الصفا بقوله: يا صباحاه! فاجتمع إليه أهل مكة فلما اجتمعوا.. قال لهم: إني أدعوكم إلى كلمة إذا قلتموها دانت لكم بها العجم، وملكتم بها العرب -تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم- فقالوا: نعطيكها، وعشرا! فقال: قولوا: لا إله إلا الله فنفروا، واستنكروا أن يقولوها، وثَقُلَتْ عليهم، وما ذاك إلا أنهم قد اتخذوا آلهة كثيرة يألهونها ويعبدونها.