شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
90560 مشاهدة
الأولياء وانتساب الطوائف إليهم

...............................................................................


والحاصل.. أن هذا من جملة من يسمونه صاحب سر، أو صاحب ولاية، وغيره كثير.
فهناك طائفة يقال لهم: الجيلانية ينتسبون إلى عبد القادر الجيلاني يدعون أنهم على طريقته.
وهناك شخص آخر يقال له: الرِّفَاعِي يدَّعون -أيضا- فيه الولاية: أنه صاحب سر، وأنه من الأولياء الذين تُقْبَلُ شفاعتهم، والذين يستغنون عن الشرع!!
وهناك طائفةٌ يقال لهم: النقشبندية، -أيضا- يتبعون ولاية النقشبندي وهناك كتب تشتمل على عقيدتهم، وكذلك أيضا تُبَيِّنُ أخطاءهم.
وكذلك طائفة التيجانية، على معتقد أو على طريقة أحد أوليائهم، الذي يسمونه التيجاني ولهم -أيضا- كتب يدعون أنها تُبَيِّنُ طريقتهم، وتُبَيِّنُ ما يسلكونه. وهناك كتب تناقشهم، وترد عليهم.
فهؤلاء.. لا شَكَّ أنهم كان أول أمرهم حسنا؛ يعني: هؤلاء الذين سموهم أولياء، ثم ادعى أتباعهم أنهم وصلوا إلى طريقة سقطت عنهم فيها التكاليف -جميع التكاليف- لا يُطَالبون بشيء منها!!
ولا يزال على هذه الطريقة كثيرون، يوجدون في كثير من الدول التي تنتمي إلى الإسلام، دول إفريقية، ودول آسيوية، كثير منهم يدعون أنهم على الإسلام، ثم إذا وصل أحدهم إلى منزلة راقية زعموا أنه ولي سقطت عنه التكاليف! وحَلَّ له كل شيء!!