لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
90532 مشاهدة
دعوة سيدنا هود للتوحيد

...............................................................................


وهكذا قال تعالى في قصة هود: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وحكى عنهم: أنهم أصروا على عبادتهم لآلهتهم التي اتخذوها آلهة من دون الله تعالى، وأنهم قالوا: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ سفهوه لما دعاهم إلى أن يكون الإله إلها واحدا، وَرَدُّوا إلهِيَّتَهُ. وقال الله -تعالى- عنهم، حكى عنهم أنهم قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ يقولون: ما نحن بتاركي آلهتنا لأجل قولك؛ لأجل أنك تدعونا إلى أن نجعل الآلهة إلها واحدا، ثم اتهموه أن آلهتهم هي التي قلبت عقله: اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ أي: أنت مُخَبَّلٌ، وأنت ضعيف العقل، تسلطت عليك آلهتنا؛ لما أنك أنكرت عبادتها؛ ولما أنك جعلت الآلهة إلها واحدا، فهي التي صرفت عقلك، وهي التي تسلطت عليك، وأوقعت فيك هذا الخبال! هكذا زُيِّن لهم!! إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ تعالى الله عن قولهم. لما أنهم قالوا له هذه المقالة: تحداهم، وتحدى آلهتهم أن يضروه، وهم لا يقدرون، فحكى الله -تعالى- عنه أنه قال: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وقال لهم: كيدوني فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي أنتم وآلهتكم تسلطوا عَلَيَّ؛ ولكن لما أنهم أصروا على ذلك دعا اللَّهَ -تعالى- عليهم فأهلكهم بما أهلكهم به.