شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
الشهادة بالرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم
بعده يقول:
وأن خيـر خـلـقــه محـمـدا اسم> | من جـاءنـا بالبينـات والهــدى |
رسـولـه إلـى جـميع الخــلق | بالنـور والهـدى وديــن الحــق |
رسوله إلى جميع الخلق؛ يعني نشهد بأنه مرسل من ربه، (والرسول): من يحمل رسالة من قوم إلى قوم، والرسل هم الذين حملهم الله تعالى شرائعه، سماهم رسلا لأنه بعثهم وأرسلهم، والملائكة أيضا رسل قال الله تعالى: رسم> جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ قرآن> رسم> يعني أنهم رسل من الله إلى الأنبياء؛ فالملك رسول من ربه إلى الرسول البشري، والرسول البشري رسول إلى أمته.
واختص نبينا -صلى الله عليه وسلم- بعموم رسالته إلى جميع الخلق، أنه مرسل إلى جميع الخلق، يقول في الحديث: رسم> وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة متن_ح> رسم> ؛ يعني كل نبي يرسل إلى قومه كما في قوله تعالى: رسم> وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قرآن> رسم> يعني: أخوهم في النسب، رسم> وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قرآن> رسم> رسم> كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ قرآن> رسم> رسم> وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قرآن> رسم> أما نبينا -صلى الله عليه وسلم- فإن رسالته عامة للقاصي والداني من جميع البشر من الجن والإنس، أرسله الله تعالى بالنور والهدى ودين الحق والبينات.
النور قيل: إن المراد به القرآن يقول الله تعالى: رسم> وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم> فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا قرآن> رسم> وسمي بذلك لأنه يستنير به الطريق لمن يقرأه ويتمسك به، والهدى قد عرفنا في آخر البيت قبله بالبينات، والهدى: ما يهتدي به الناس ويعرفون به كيف يسيرون سيرا معنويا، ودين الحق ذكر في قوله: رسم> هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ قرآن> رسم> يعني الدين الصحيح الذي ليس فيه اعوجاج، وليس فيه انحراف، والذي هو حق وليس بباطل.
مسألة>