إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
88188 مشاهدة
ما ذكر عليه اسم الله ولكنه ذبح عند قبر أو نحوه تبركا

وهكذا ثانيا: لو ذبحه وذكر عليه اسم الله، ولكن ذبحه عند قبر السيد فلان، جاء بهذا الكبش مثلا، أو هذا الجمل، أو هذا الطير، وقال: بسم الله. لماذا أتيت إلى هذا القبر؟ يقول: لشرف صاحب القبر ولميزته، فأنا أذبحه له، حتى يعطيني، وحتى يمنحني، وحتى ينجيني؛ فيكون بذلك قد عظم غير الله، فذبح هذا المخلوق، وجعله تعظيما لهذا المخلوق حتى ولو عصفورا، أو نحوه. يعم ذلك أنه ذبحه لغير الله؛ فيكفر.
وكذلك ما يذبح باسم الجن، أو نحوه فإنه أيضا مما أهل به لغير الله.
يحدث كثيرا؛ السحرة؛ الساحر يذبح باسم الشيطان، أو باسم الجني فلان، ولو شيئا يسيرا؛ قد يذبح دجاجة أو ديكا، يقول: باسم فلان، في سر فيما بينه وبينه؛ فيكون بذلك قد ذبح لغير الله. يعني: تقرب بهذه الذبيحة لغير الله، ويحدث كثيرا من بعض الجهلة الذبح لغير الله، إذا - مثلا - أرادوا أن يؤسسوا بيتا ذبحوا على القواعد، ما يسمى بالميدة، يذبحون عليه مثلا كبشا، أو دجاجة، أو حتى ولو عصفورا، أو أرنبا، لماذا؟ حتى لا تأتينا ولا تتسلط علينا الجن، إذا ذبحنا لهم لا يأتون إلينا، ولا يؤذوننا.
وبعضهم إذا اشترى سلعة كناقة مثلا، أو فرس ذبح عندها، يقول: هذه الذبيحة تحرسها من العين؛ فيكون هذا أيضا شركا، وحتى بعد ما وجدت السيارة، إذا اشترى سيارة ذبح عند عجلاتها هذه الذبيحة كبشا أو نحو ذلك. وترك السيارة تتلطخ عجلاتها بهذه الذبيحة، يقول: حتى تحرسها من العين، أو من الحوادث، أو ما أشبه ذلك.
ويذبحون أيضا للعيون النابعة من الأرض، كان هناك عين في الإحساء تسمى: العين الحارة وعين أخرى تسمى: أم سبعة كان الرافضة في آخر كل ليلة جمعة يأتون إليها، ويذبحون عندها كبشا أو تيسا، ويقولون: إن هذه الذبيحة تجعلها تستمر ولا تغور ولا ينضب ماؤها، هكذا يقول عنهم من يعرفهم أنه حضرهم كثيرا كل ليلة جمعة في آخر الليل يذبحون عندها، ويستمرون في الذبح؛ ومع ذلك فإنها قد غارت هاتان العينان، غارت، وأصبح الماء غائرا، لا يدرك إلا بالماكينات والمضخات؛ فما نفعهم شركهم، ولا نفعهم ذبحهم، فهذا دليل على أن هناك من يذبح لغير الله كثيرا، فهذا كله من الشرك.
ليس خاصا بالذين يذبحون عند القبور، لا يزالون يذبحون عند السيد البدوي في مصر ولا يزال الرافضة يذبحون في كربلاء عند القبر الذين يقولون: إنه قبر الحسين أو قبر علي الذي يقولون: إنه في النجف لا يزالون يذبحون، وربما يذبحون شيئا كثيرا.