شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
الزيارة الشركية للقبور
النوع الثالث: يقول:
وإن دعا المقبــور نفسه فقد | أشـرك باللـه العظيم وجحد |
لـن يقبـل الله تعــالى منه | صرفـا ولا عـدلا فيعفو عنه |
إذ كـل ذنـب موشك الغفران | إلا اتخـاذ النــد للرحـمن |
وكـل مـن دعـا معـه أحـدا | أشـرك باللـه ولـو محمــدا اسم> |
وكـل ذنب موشك الغفــران | إلا اتخــاذ النــد للرحمــن |
هذه أنواع زياراتهم للقبور، ولعلنا غدا -إن شاء الله- نزيد هذا الموضوع إيضاحا مع ما بعده، نقف هاهنا. والله أعلم، وصلى الله على محمد اسم> .
أسئـلة
س: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله يقول السائل: فضيلة الشيخ هل السفر من مكان لآخر لأداء التعزية رأس> ؟
سؤال> لا بأس؛ وذلك لأنه ليس سفرا لبقعة؛ إنما المنهي عنه السفر لبقعة كقبر أو مسجد أو جبل أو واد أو شجرة، فأما السفر لأجل زيارة أقارب له أو زيارة أبوين أو زيارة أحباب أو أصدقاء لأجل أن يسليهم أو يعزيهم؛ فلا حرج في ذلك.
س: يقول: ماذا ينوي من يزور المدينة النبوية اسم> وماذا لو كان في نيته من الزيارة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة قبره؟
سؤال> الواجب لمن زار المدينة اسم> أن ينوي زيارة المسجد النبوي اسم> ؛ لأنه من المساجد التي تشد إليها الرحال لمضاعفة الأجر، فإن الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه، والصلاة في المسجد الحرام اسم> أفضل منه؛ لأنها بمائة ألف - كما ورد في الحديث - فإذا قصد المدينة اسم> فلا يقل: أزور قبر - النبي صلى الله عليه وسلم - اسم> ولا أسافر لأجل زيارة أهل البقيع اسم> ولا لزيارة الشهداء؛ بل للصلاة في المسجد الذي تضاعف فيه الصلوات، وتضاعف فيه العبادة؛ لكونه أول مسجد بني هناك بعد الإسلام؛ ولكونه أُسس على التقوى، ثم إذا وصل إلى المدينة اسم> وصلى في المسجد فعند ذلك يزور القبر من غير شد رحل ويزور قبور البقيع اسم> وقبور الشهداء للدعاء لهم وللسلام عليهم.
س: يقول: كيف يجمع بين حديث.. رسم> إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب اسم> متن_ح> رسم> وبين ما وقع من مظاهر الشرك وعبادة القبور في الجزيرة قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله؟
سؤال> الشيطان يئس لما رأى قوة الإسلام في صدر هذه الأمة، انقطع رجاؤه أن يعود الناس إلى الكفر؛ ولكن الشيطان لا يعلم الغيب، فمع طول العهد رجع الناس إلى عبادة الأوثان قبل عهد الشيخ محمد اسم> وبعده - كما هو الواقع – فيقال: إن يأس الشيطان ليس دليلا على عدم الوقوع؛ إنما كأنه لما رأى إقبال الناس على الدين، وجهادهم، وانتظام الإسلام، وقوة أهله، وشدة بأسهم، وتمسكهم به، ظن أنهم لا يرجعون إلى الأوثان، وظنه ليس يقينيا؛ إنما هو يأس من قبل نفسه؛ ولكن أعمل الحيلة فيما بعد مع تطاول القرون، وتتابع الأزمنة إلى أن وقع الناس فيما وقعوا فيه، قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- بأنه يقع في هذه الأمة مشركون، ففي الحديث الذي في السنن، يقول -صلى الله عليه وسلم- رسم> ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان متن_ح> رسم> وقد وقع ذلك .
س: يقول: إذا كان الرجل يذهب إلى المقبرة كل أسبوع مرة في أحد الأيام ويقف عند قبر أبيه ويدعو له وللمسلمين فهل في ذلك شئ ؟
سؤال> لا مانع إذا كان يزور المقبرة بدون شد رحل كل أسبوع أو كل شهر مرة أو مرتين، فلا مانع من أن يزور القبور ويدعو لهم عموما ويسلم على قبر أبيه أو قبر من يعرفه، فيقف عند القبر، ويقول: السلام عليك يا أبتاه، أو سلام عليك ورحمة الله وبركاته، وما أشبه ذلك، ورد أن عبد الله بن عمر اسم> -رضي الله عنه- كلما قدم من سفر قصد المسجد وصلى فيه ركعتين، ثم أتى إلى القبر، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر اسم> السلام عليك يا أبتاه، ثم ينصرف، السلام لا شك أنه دعاء، فهو يدعو لهم بالسلامة من العذاب، ومن الآفات، ومن الأحزان، وما أشبهها.
س: يقول: فضيلة الشيخ ما الحكم فيما لو تنافس فريقان في لعب الكرة على من يفوز منهما يُعشي أي: يقدم العشاء للفائز أو ...؟
سؤال> لا ينبغي أن يكون ذلك لمجرد هذا اللعب، فإن اللعب مجرد لعب كاسمه، لا شك أنه إذا كان هناك من يتمرن على هذا اللعب، ويكتسب لياقة، وقوة ونشاطا في بدنه، أنه يستفيد، فالفائدة إنما هو تقوية البدن وتقوية الأعضاء بالسعي ونحو ذلك، ويكفي عن ذلك السباق على الأقدام، وكذلك - أيضًا – السعي، وكثرة الحركة والمشي مما يكسب البدن قوة، فأما أن يجعل لمن فاز بهذه اللعبة كذا وكذا، أو يجعل عليه كذا وكذا، فأرى أن ذلك غير مشروع؛ ولكن إذا كان شيئا يسيرا كطعام ونحوه فقد يتسامح في ذلك. والله أعلم، وصلى الله على محمد اسم> .
مسألة>