الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
93717 مشاهدة
كلمة التوحيد فارقة بين الكفر والإسلام

...............................................................................


يقول المؤلف لما سئل عن معنى: لا إله إلا الله. يقول:
اعلم -رحمك الله تعالى- أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام. يعني: كل الأنبياء يأمرون أممهم بأن يقولوها، فإذا قالوها خرجوا من الكفر، ودخلوا في الإسلام. ولا يَصِحُّ إسلام أحد حتى ينطق بـ لا إله إلا الله، ويتكلم بها، ويعتقد معناها، ويحقق مدلولها.

يشترط العلماء لكل من دخل في الإسلام جديدا: أن يُلَقَّنَ لا إله إلا الله. ولا بد مع ذلك أن يُشْرَحَ له مدلولها، وأن يُبَيَّنَ له حقيقة معناها، فإذا كان كذلك.. صدق عليه أنه من أهل الإسلام. ولا بد معها من قرينتها: وهي شهادة أن محمدًا رسول الله.