إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
93647 مشاهدة
قرية تعبد حمارا

...............................................................................


ذكروا أن رجلا أقبل على قرية، ومات معه حمار كان يركبه، فحفر للحمار ودفنه، ورفع قبره، وجاء إلى أهل البلد، وهم جهلة، وقال: هذا قبر الولي فلان! قد مات من زمان!! فقالوا: صدقتَ. دللتنا عليه! نحن نبحث عنه!! ثم إنهم أخذوا يعطونه، ويبذلون له من الأموال؛ لأن دلهم على قبره، واتخذوا قبره معبدا!! وصاروا يُهْرِقُون عليه الأدهان، ويُسْرِجُون عليه السُّرُج، ويذبحون عنده، ويقصده الناس، ويقيمون حوله، ويأكلون ما يفدى له مما يذبح له من الأطعمة. وبقي بعد ذلك مدة، ثم أخبرهم، وقال لهم: إنه كذب، أو قال لهم: غيره..! حفروا، وإذا هو حمار!! أين العقول؟! لا شك أنهم يتعلقون بأدنى شيء.