تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
119943 مشاهدة print word pdf
line-top
عبد القادر الجيلاني

...............................................................................


وأما عبد القادر الجيلاني فإنه عالم من علماء الحنابلة، وتتلمذ على ابن الجوزي وتوفي في القرن السابع، وكان -أيضا- من الزهاد ومن العباد؛ إلا أنه لم يكن من أهل الحديث ولا من أهل العلم الصحيح، علمه يغلب عليه أنه علم إشارات ورموز، وأنه من المتصوفة ونحوهم.
انخدع به غلاة الصوفية، واعتقدوا فيه أنه يتصرف في الكون، وأنه يملك الضر والنفع، اعتقدوا فيه وكذبوا عليه أكاذيب لا تحصى، وصاروا مع ذلك يدعونه ويعبدونه في كثير من الآفاق في شرق البلاد وفي غربها، ليس في بلاده التي هي العراق ؛ بل في غيرها من البلاد، لما أنها اشتهرت تلك الحكايات عنه فصاروا يغلون فيه.
هو -بلا شك- عنده تقشف، وعنده زهد وعبادات، ويغلب عليه -أيضا- وصف أو يقرب من وصف الصوفية الذين عندهم شيء من الغلو في التصوف، قد وصل بعضهم إلى الحلول ووحدة الوجود.
ترجمه الذين طبعوا كتابه الغنية، ولما ترجموه كانوا من المتصوفة، فذكر في أول ترجمته أنه كان يقول: زل الحلاج زلة لم يكن في زمنه من يأخذ بيده؛ ولو كنت في زمنه لأخذت بيده. كأنهم يقولون: إنه على طريقة الحلاج و الحلاج هو الذي قتل في سنة ثلاثمائة وتسعة لما ادعى التصوف، وصدرت عنه إشارات تدل على أنه من أهل الوحدة، فحكم عليه أهل زمانه بأنه كافر، وحفظوا من كلماته مثل قوله: ما في الجبة إلا الله. يعني: يعتقد أنه هو الله، واعتقاده أن اللاهوت اتحد بالناسوت، كان من شعره قوله:
سـبحان مـن أظهـر ناسوتـه
صفـا سنا لاهوتـه الثـاقـب
حـتى بـدا مسـتترا ظـاهـرا
فـي صـورة الآكـل والشارب
-نعوذ بالله-. كذلك قوله -على ما حكوا عنه-
الـرب عبــد والـعبــد رب
يا ليت شعـري مـن المكـلف
وقيل: إن هذا لابن عربي.
إن قـلـت عـبـد فــذاك رب
أو قـلــت رب أنـى يكـلـف
وقوله:
وفـي كـل شـيء لـه آيـة
تـدل عـلـى أنـه عـيـنـه
يعني: أن كل شيء هو عين ذات الإله. فحكم العلماء بأن هذا ردة وكفر، وقتلوه، وله ترجمة طويلة في البداية والنهاية وغيرها، فيها حكايات عجيبة تدل على أنهم مبهرجون، عندهم من البهرج والكذب والتدجيل الشيء الكثير، فالذين يقولون: إن عبد القادر كان على طريقته، وأنه يقول: لو كنت بزمانه لأخذت بيده. هؤلاء على هذه الطريقة التي هي طريقة الوحدة -وحدة الوجود-.

line-bottom