تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب للقبوريين
...............................................................................
ذكروا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> -رحمه الله- لما كان أول أمره في بلد الدرعية اسم> كان هناك قبر يقولون: إنه قبر زيد بن الخطاب اسم> وهو أخو عمر بن الخطاب اسم> قتل شهيدا في واقعة اليمامة اسم> بين خالد بن الوليد اسم> ومن معه و مسيلمة اسم> فكانوا أهل العيينة اسم> يأتون إليه وينادونه: يا زيد اسم> أعطنا، يا زيد اسم> اشفع لنا، يحضر معهم الشيخ، ويقول لهم: الله خير من زيد اسم> الله أقرب من زيد اسم> الله أقوى من زيد اسم> لا يستطيعون أن يقولوا: كذبت، يعرفون أنه حق، أن الله أملك لكل شيء، فلم يزل يقنعهم؛ حتى تابوا، وأقلعوا، وأمرهم أن يهدموا البناية التي على ذلك القبر، وأن يسووه بسائر القبور، وكانوا قد رفعوه، وبنوا عليه قبة، وكانوا -أيضا- قد جصصوه وما حوله، فعند ذلك.. كان هو الذي ابتدأ بهدم ذلك البناء.
كان عندهم –أيضا- شجرة في العيينة اسم> يعتقدون فيها، فكانوا يعتمدون عليها، ويلوذون بها، ويدعونها، ويتبركون بتربتها، وبأوراقها؛ فلما نبههم، قال: اقطعوها. فأحجموا عن قطعها، وخافوا، وظنوا أن من قطعها يصاب بالخبال، فاستأذنهم أن يقطعها، فأخذ الفأس، وأخذ يضرب في أصلها، ولما رأوا أنه استمر ولم يصب بشيء جاء إليه من يساعده؛ حتى قطعوها. ظن العامة أنه يصاب بجنون، ويصاب بخبال، وانتظروا.. قالوا: لا يصبح إلا وهو حمار أو حيوان أو حشرة. أصبح وهو بأصح حال، وأنعم بال، وجاء إلى مكانها ومسحه. لا شك أن هذا من آثار الجهل.
أيضا لما انتقل إلى الدرعية اسم> كان في الدرعية اسم> -أيضا- معابد، فكان عندهم نخلة التي يقال لها: الفحل أو الفحّال، هذه النخلة يعتقدون فيها، إذا تأيمت المرأة -ما تقدم أحد للزواج بها- تأتي إلى ذلك الفحل فتضمه، وتقول: يا فحل الفحول.. أريد زوجا قبل الحول. في خيالهم أن هذه النخلة تسبب لها الزواج، جهلتهم إذا سمعوا بها تقدم بعضهم لخطبتها وخطبوها وقالوا: نصرك ذلك الفحل. أمر الشيخ بقطعها وزال أثرها.
كان في الدرعية اسم> -أيضا- غار، ذلك الغار يدعون أن إحدى بنات الأمير اعتصمت به، لما جاءها أحد الفسقة، وحاول أن يفجر بها، فلاذت بذلك الغار، واختفت فيه، ونجت من ذلك الفاسق، يعتقدون في ذلك الغار، ويأتون إليه، يتمسحون به، ويصبون عليه الأدهان والزيوت، ويتبركون به؛ وهذا دليل على أن الشرك عاد كما كان، لما اهتدوا.. أمرهم الشيخ أن يهدموا ذلك البناء، فتعاونوا عليه، وهدموه، وكذلك أيضا كسروا ذلك الغار، وزالت آثار تلك الشركيات.
مسألة>