إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
تفسير سورة الكهف
38698 مشاهدة print word pdf
line-top
رد المؤمن على صاحب الجنتين

وبعدما حكى الله تعالى هذا القول عنه، حكى قول صاحبه؛ الذي هو مؤمن موحد، والذي هو موقن بأن ما عنده فهو من الله، وبأن ما أصابه فهو من الله. يقول الله تعالى: قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا كفره بالله هو قوله: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً هذا كفر؛ وذلك لأنه إنكار خبر الله.
كذلك أيضا جزمه بأنه ذو حظ عظيم. أي: أنه ذو حظ وأنه ما أعطي ذلك إلا لكرامته، هذا أيضا دليل على كفره.
كذلك أيضا افتخاره بقوله لصاحبه: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا نسي أن المال والنفر لا يغني عن الإنسان في الآخرة. نسي أن الله تعالى إذا بعثه يتبرأ منه أقاربه؛ كما قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أي: كل منهم مشتغل بنفسه، نسي ذلك كله؛ فكان هذا كفرا، وكذلك أيضا لا بد أنه يدعو غير الله، وأنه يشرك بربه، كما سيأتي في هذه القصة.
اعترافه بأنه مشرك. أي: قد أشرك بالله تعالى، فصاحبه يقول له: أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ يذكره بمبدأ خلقه؛ فإن في هذا موعظة وذكرى، موعظة عظيمة أن الإنسان يتذكر مبدأ أمره. يقول: ألست كنت في بطن أمك نطفة؟ ألست كنت نطفة خرجت من صلب أبيك، واستقرت في رحم أمك؟ هذه النطفة نطفة مذرة.
ألا تتذكر: أن ربك هو الذي صور هذه النطفة في الرحم إلى أن خرجت إلى أن خرج إنسانا سويا، خلقك من نطفة أي: مبدأ أول أمرك، أو خلق أباك من تراب، فيذكره بأن آباه الذي هو آدم أبو البشر خلقه الله تعالى من تراب، ثم خلق بنيه كلهم من هذه النطفة؛ التي هي نطفة مذرة، يعني: جزء أو شيء يسير من هذا المني الذي يخلق منه الإنسان، كما قال تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا أي: أخرجك طفلا ورباك، وحنن عليك أبويك، ويسر لك الرزق.

line-bottom