إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
تفسير سورة الكهف
44273 مشاهدة print word pdf
line-top
إحساس موسى بالتعب وطلبه الغداء

وقال لفتاه آتِنَا غَدَاءَنَا أي: طعامنا، الغداء: هو الطعام الذي يؤكل أول النهار، أو في مستقبل النهار، والعشاء: ما يؤكل في آخره، أعطنا طعامنا نتغذى به.
ثم قال: لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أي: لقينا تعبا ومشقة من هذا السفر، ورد في الحديث: يقول -صلى الله عليه وسلم- لم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به الذي فيه الخضر الذي ذهب لأجله، ولم يجدا تعبا، ولم يحسا بنصب طوال سيرهما قبل أن يصلا إلى مجمع البحرين فلما تجاوزا ذلك المكان الذي تركاه، أو فقدا فيه الحوت، أحسا بالتعب، وأحسا بالنصب، نصب السفر، هذا دليل على أن الله تعالى جعل له هذه الآية.

line-bottom