القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
تفسير سورة الكهف
31832 مشاهدة
تنازع أهل البلدة في شأن أصحاب الكهف

ثم يقول تعالى: وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ تنازعوا في هؤلاء الذين عثر عليهم، ووجدت أجسادهم لم تَبْلَ مع طول المدة، ومع فراقهم لأقوامهم من مدة طويلة.
يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا يعني: ابنوا عليهم شيئا يحفظهم.
قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ أي: تغلبوا على أمرهم، وتمكنوا من تنفيذ مرادهم: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا وفي هذا دليل على أنهم كانوا يتخذون المساجد على القبور، ويعظمون القبور التي فيها بعض الأولياء، وأن هؤلاء عرفوا أنهم من الأولياء، فقالوا: لا بد أن نتخذ مسجداً؛ حتى نتبرك بهم، وحتى ندعوهم مع الله، وذلك دليل على أنهم مشركون، وأن الشرك فاشٍ فيهم، وهذا لا شك فيه.