قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
تفسير سورة الكهف
44268 مشاهدة print word pdf
line-top
صُحْبَةُ الكلب لأهل الكهف وما فيها من الفوائد

وفي هذه القصة: أخبر تعالى بأن معهم كلبًا. ذكر الله هذا الكلب معهم بقوله: وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ولعلهم اصطحبوه؛ لغرض: إما ليصطادوا به من الصيد المباح، وإما لحراستهم وتنبيههم إذا جاءهم أحد أن ينبههم حتى يستعدوا للهرب مثلا، أو حتى يُخْفُوا أنفسهم. وقد ذُكِرَ هذا الكلب في هذه السورة لَمَّا صحب أهل الخير، واسْتُدِلَّ به على أن: من صحب أهل الخير اكتسب خيرا ؛ فهذا كلب، ومعلوم أن الكلب نجس العين، ومع ذلك ذكره الله تعالى في هذه الآية: وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ وكأنهم تركوه، أو أجلسوه بالوصيد، يعني: بالباب باسط ذراعيه يحرسهم، ولا شك أنه مات معهم لما ماتوا الموتة الأولى؛ التي هي خروج أرواحهم، أنه مَدَّ؛ بسط ذراعيه، ثم بقي كذلك، فخرجت روحه معهم. هذا الموت الذي أماتهم الله لم يكونوا يشعرون به، بل بمجرد ما ناموا قُبِضَتْ أرواحهم، وبقيت أجسادهم ممتدة على فُرُشِهِمْ، أو على أماكنهم التي ناموا عليها.

line-bottom