إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
تفسير سورة الكهف
38685 مشاهدة print word pdf
line-top
صُحْبَةُ الكلب لأهل الكهف وما فيها من الفوائد

وفي هذه القصة: أخبر تعالى بأن معهم كلبًا. ذكر الله هذا الكلب معهم بقوله: وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ولعلهم اصطحبوه؛ لغرض: إما ليصطادوا به من الصيد المباح، وإما لحراستهم وتنبيههم إذا جاءهم أحد أن ينبههم حتى يستعدوا للهرب مثلا، أو حتى يُخْفُوا أنفسهم. وقد ذُكِرَ هذا الكلب في هذه السورة لَمَّا صحب أهل الخير، واسْتُدِلَّ به على أن: من صحب أهل الخير اكتسب خيرا ؛ فهذا كلب، ومعلوم أن الكلب نجس العين، ومع ذلك ذكره الله تعالى في هذه الآية: وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ وكأنهم تركوه، أو أجلسوه بالوصيد، يعني: بالباب باسط ذراعيه يحرسهم، ولا شك أنه مات معهم لما ماتوا الموتة الأولى؛ التي هي خروج أرواحهم، أنه مَدَّ؛ بسط ذراعيه، ثم بقي كذلك، فخرجت روحه معهم. هذا الموت الذي أماتهم الله لم يكونوا يشعرون به، بل بمجرد ما ناموا قُبِضَتْ أرواحهم، وبقيت أجسادهم ممتدة على فُرُشِهِمْ، أو على أماكنهم التي ناموا عليها.

line-bottom