لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
تفسير سورة الكهف
28745 مشاهدة
الرد على القبوريين المستدلين بقصة أصحاب الكهف

وقد سمعنا من بعض القبوريين يستدلون بهذه الآية على جواز بناء المساجد على القبور، أو على جواز دفن الأموات في المساجد، فيقولون: إن الله تعالى ذكر أنهم قالوا: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ؛ فإذًا يجوز أن نتخذ مسجدا على القبور! بأن نبني على القبور مسجدا! أو ندفن الأموات في داخل المساجد! أو ما أشبه ذلك؛ احتجاجا بهذه الآية.
ونحن نقول في الجواب عن ذلك: إن الآية صريحة في أن هؤلاء مشركون، وأن هذه عادة المشركين أنهم يبنون على الأموات مساجد ؛ يتبركون بهم، والدليل على أنهم مشركون ما ذكر في هذه القصة:
فأولا: في أول القصة قالوا: هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ؛ فذلك دليل على أن لهم آلهة من دون الله، يعني: غير الله، وإذا كان كذلك دل على أنهم مشركون.
والدليل الثاني: قوله تعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ حكى الله عنهم: أنهم اعتزلوا معبوداتهم إلا الله، وهذا دليل على أنهم يعبدون الله، ويعبدون غيره، وأن أولئك الفتية اعتزلوهم، واعتزلوا معبوداتهم، وتمسكوا بعبادة الله تعالى.
كذلك أيضا ذكر الله عنهم أنهم قالوا: وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وهو دليل على أنهم قد عَادَوْا أهل التوحيد، وأنهم لو اطلعوا عليهم لرجموهم ولقتلوهم، وذلك دليل على أنهم مخالفون لهم، مخالفون لهؤلاء الفتية؛ الذين وحدوا الله وقالوا: رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لن نشرك به، ولن ندعو معه غيره، فقالوا: إذا اطلعوا عليكم رجموكم، أو أعادوكم في ملتهم، أكرهوكم إلى أن تكونوا منهم، وتكونوا مثلهم؛ تشركون بالله، كما كانوا يشركون؛ فهذه أدلة واضحة على أن قومهم مشركون.
ولكن في هذه القصة عبرة لهم، ولذلك قال: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا يعني: يتحققوا حقا يقينا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ما وعده من أنه سيحييهم بعد موتهم، وما وعد من أن الساعة آتية؛ ليتحققوا، ولكن هل مع رؤيتهم، وتحققهم انتفعوا بذلك أم لا؟ لم ينتفعوا بل بقوا على شركهم، وبقوا على كفرهم، وكان من شركهم أن بنوا مسجدا على قبور هؤلاء الصالحين؛ يتبركون به، ويصلون فيه، ويدعون هؤلاء الأموات مع الله تعالى.
فكل مـن دعـا معـه أحـدا
أشـرك باللـه ولـو محمـدا
فهذه يعني: نقول: إن الذين يبنون المساجد على القبور، أو يدفنون الأموات في المساجد قدوتهم هؤلاء المشركون؛ الذين هم أقوام أصحاب الكهف، فليس فيها دليل على أنهم مؤمنون بل قال الله: قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ تدل على أنهم الأكثرون، أنهم فيهم الأكثرية، أنهم أكثر من غيرهم؛ غلبوا على أمرهم وتغلبوا ونفذوا ما قالوا: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا .