جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير سورة الكهف
28468 مشاهدة
نسيان الحوت

يقول الله تعالى: فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا أي: وصلا إلى ذلك المكان الذي قصداه، وهو مجمع البحرين نَسِيَا حُوتَهُمَا نسياه: أي غفل عنه الغلام الذي هو يوشع ولما غفل عنه؛ قام أو عاش الحوت، ودخل البحر.
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا هكذا جاء في الحديث، وفي الآية: أن هذا الحوت ناله شيء من رشاش البحر؛ فلما ناله عاش، وتحرك وحي بعد ما كان ميتا، ثم دخل في البحر، ولما دخل في البحر دخل في وسط البحر؛ فجعل الله طريق ذلك الحوت يبسا، لم يبتل بالماء، ولم يبتل، ولم يغمره الماء، صار طريقه في وسط البحر، كأنه سرداب، أو كأنه طريق يابس، إما كأنه مثل الكوة في لجة البحر، حتى يدخلان معه، ويقطعان تلك المسافة، وإما أن البحر انجزر عن طريقه، فصار طريقين فصار البحر قسمين: قسم من هنا، وقسم من هنا، وبينهما مجرى الحوت الذي سار معه الحوت فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا يعني: سربا مسلوكا، فلما فقداه سار بعد ذلك موسى هو وفتاه، وتجاوزا المكان الذي فيه الخضر فلما سارا سيرا طويلا، ووصلا إلى أو جاءهما وقت الظهيرة أحسا بالتعب، وأحسا بالنصب.