القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
تفسير سورة الكهف
46453 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى الكهف والرقيم

اختلف في معنى الكهف، والصحيح أنه هو: الظل الذي يكون في الجبل، سواء على مستوى الأرض، أو في مكان مرتفع، يعني: ما يُكْتَنُّ فيه من الحفر التي تكون في داخل الجبال، وتسمى الكهوف، وتسمى غيرانا، واحدها غار، ومنه الغار الذي ذكر في القرآن في قوله تعالى: إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ وكذلك غار حراء وغار ثور.
وأما الرقيم فإنه مشتق من الرقم؛ وهو: الكتاب الذي يرقم فيه، يعني: تكتب فيه الأشياء، فيمكن أنهم أخذوا معهم كتابا، وكتبوا فيه على أنفسهم، أو أنه كتاب صار سببا في هدايتهم.
ولم يُذكر في القرآن زمانهم، ولا شك أنهم في زمان ما بعد زمان موسى والله أعلم. ويمكن أنهم قبل موسى ولم يذكر موضع بلادهم، ولكنهم في أرض الله تعالى، ولا شك أن عدم ذكر ذلك؛ لأنه لا فائدة في تحديد موضعهم، ولئلا يحصل غلو فيهم.

line-bottom