تفسير سورة الكهف
اعتزال أصحاب الكهف لأفعال قومهم
رسم> وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ قرآن> رسم> أي: واعتزلتم معبوداتهم كلها إلا الله.
رسم> فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ قرآن> رسم> يمكن أن هذه المقالة قالوها قبل أن يدخلوا في الكهف. أي: في حالة ذهابهم من بلادهم متوجهين خارجين من البلاد، فذكَّروا بعضهم؛ اذكروا إذ اعتزلتم قومكم، واعتزلتم معبوداتهم كلها، ولم يبق معبود لكم إلا الله فادخلوا في هذا الكهف.
رسم> يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا قرآن> رسم> ينشر لكم: يعطيكم رحمة منه؛ رحمة هداية، ورحمة رزق، ورحمة حماية، ورحمة نصرة، وحصل ذلك لهم.
رسم> وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا قرآن> رسم> يهيئ لكم أمرا ترتفقون به، وتكونون سالمين من الأذى من الأقوام ونحوهم؛ رفقا من الله تعالى بكم. ذكر الله تعالى هذه المقالة، وأنهم دخلوا في الكهف، وأنهم لما وضعوا رءوسهم أماتهم الله، وقبض أرواحهم، وبقوا بعد ذلك في هذا الكهف سالمة أبدانهم لم تَبْلَ، ولم تأكلها الأرض طيلة هذه المدة.
ثم ذكر الشمس أنها لا تطلع عليهم. يعني: فتحرقهم بِحَرِّها، يقول تعالى: رسم> وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ قرآن> رسم> فإذا طلعت كأنها تذهب عنهم في جهة اليمين، ولا يأتيهم شيء منها؛ ولكن لما كان في دخول الشمس المكان، ذكر أنها إذا غربت تقرضهم. أي: تطلع عليهم، أو يظهر عليهم شعاعها. ذات الشمال، رسم> وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ قرآن> رسم> هكذا ذكر الله.
مسألة>