شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
تفسير سورة الكهف
46450 مشاهدة print word pdf
line-top
اشتهاء أصحاب الكهف الطعام الزكي

فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ اختاروا أزكاها طعاما، يعني: أفضلها؛ إما من الخبوز، وإما من الفواكه. يعني: من الأطعمة التي تشتهيها النفس، وكأنهم أحسوا بعد أن استيقظوا بجوع ، وأحبوا أن يدفعوا هذا الجوع بطعام تشتهيه النفس من أفضل الأطعمة، فلما أحسوا بذلك اختاروا أن يبعثوا أحدهم إلى المدينة؛ إلى أقرب مدينة حولهم؛ ويمكن أنها المدينة التي خرجوا منها، وأمروه بأن ينظر أيها أزكى طعاما وأفضل وأحسن؛ فيأتيهم برزق منه. أمروه بأن يتلطف. يعني قالوا له: تلطف، ولا تظهر نفسك، ولا تدل على مكاننا، وأظهر الاختفاء، وأظهر أنك منهم، وأنك لا تخالفهم، ولا تُشْعِرْ أحدا، ولا تدل على مكاننا أحدا من أقوامنا؛ مخافة أن يفتنونا.

line-bottom