إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
100476 مشاهدة
استخدام الكرة في الدعوة إلى الله

وسئل الشيخ أطال الله بقاءه: ما رأيكم في استخدام كرة القدم كوسيلة للدعوة إلى الله لجلب أعداد كبيرة من الشباب ؟ ومما لا يخفى على فضيلتكم اهتمام الشباب بهذه اللعبة.
فأجاب: هذه اللعبة يختلف القصد فيها، فمن الناس من يتخذها للنشاط والرياضة وتقوية البدن وتفتح الذهن، والتمرن على الحركة وإذهاب الكسل والخمول، فبهذا القصد تباح، بل قد يندب إليها حذرا من الضعف وانهيار القوى الحاصل مع الإخلاد إلى الأرض، ولزوم الفراش والسرير، والمركب الهنيء، الذي اعتاده الأكثر، فصعب عليهم العمل والسير والتقلب في الحاجات، فعلى هذا القصد لا مانع من اتخاذها كوسيلة دعوة للشباب، الذين يهوون هذا النوع من الرياضة، فإذا كان المجتمع كله جلوسا اعتراهم الملل والضجر، حتى يقوموا بمزاولة النشاط، وإعطاء النفس ما تهواه من هذا اللعب، ولو كان لهوا.
فأما من قصد من الكرة مجرد النظر ومشاهدة اللاعبين وتسريح الأنظار إليهم، وقضاء الوقت الطويل في التفكه والضحك عند مقابلتهم، دون أن يدخل في الميدان، ويقصد ما قصد الأولون، فلا أرى هذا سائغا، وهو ما يفعله الكثير من الذين يجلسون أمام التلفاز للتحديق نحو هذه المباريات.
وكذا ما يقصده الكثيرون الذين يحضرون هذه المباريات، جالسين على تلك المدرجات زمنا طويلا بدون أن يستفيدوا من زمانهم، وهذا هو إضاعة الوقت في غير فائد، والله أعلم.