إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
90920 مشاهدة
الواجب نحو من يفعل المنكر مستترا

وسئل حفظه الله: إذا كان شخص يفعل المنكر في بيته -كشرب الخمر مثلا- ولكنه لا يخرج، بل يفعل المعصية وهو مستتر على نفسه دون أن يراه أحد، فما الواجب تجاهه؟
فأجاب: الواجب نصحه وتحذيره من فعل هذا الذنب الذي هو من أكبر الكبائر، وذكر ما ورد في عقوبته في الدنيا من الجلد والسجن، وفي الآخرة من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد، وإذا اعترف بأنه يتعاطى المسكرات ويصر عليها ولم يرتدع، فإنه يشهد شاهدان على إقراره ثم يرفع بأمره إلى رجال الحسبة أو المحكمة الشرعية، لأجل إقامة الحد عليه، ثم أخذ التعهد أن لا يعود، وعقوبته بما يرتدع به إذا كان مدمنا مستمرا على ذلك.
أما إن لم يعرف حاله وإنما هو مجرد ظن أو تهمة خفية، فلا يُتََجَسَّس عليه، بل ينكر عليه إن ظهر منه رائحة أو قرائن ترجح تعاطيه، ويبين له ما في المعاصي عموما من العقاب الشديد، وينصح أن لا يقرب من أهل المحرمات، ويرشد إلى حضور مجالس الذكر والخير والخطب النافعة، التي تشرح حال العصاة وتوضح لهم تحريم المحرمات، ومع كثرة سماع النصائح والخطب والندوات، وقراءة النشرات والكتب والرسائل المفيدة في هذا الباب، يرجى الانتفاع بها مما يحصل بعده التوبة الصادقة، والله المستعان.