إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
144046 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب الإنكار على الكفار وخاصة في الأماكن العامة

وسئل نفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين: يزعم البعض أن غير المسلمين إذا قدموا إلى بلاد المسلمين لا يجب إنكار المنكر عليهم ! فما الواجب في ذلك، خاصة إذا كانت المنكرات في الأماكن العامة؟!
فأجاب: هذا قول خاطئ، وقد ذكر في كتب صدرت من الحكومة، وعممت على جميع الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بأنه يشترط على من قدم إلى البلاد الإسلامية أن يلتزم بأحكام الإسلام وتعاليمه، ولا يفعل ما يخل بشرف الإسلام، أو ينافيه، ويؤخذ عليه التعهد بذلك، ولو كانت ديانته نصرانية، أو مجوسية، أو بوذية، أو غير ذلك، ولعلكم تسمعون كلما أقبل رمضان، في الإذاعات الإسلامية أن الحكومة تلزم غير المسلمين ألا يظهروا الأكل في نهار رمضان أمام الناس، وعدم الاشتغال في أوقات الصلاة، والتقيد بأعمال الإسلام، فلا يظهرون أي منكر، ونلزمهم بترك الفواحش، وترك شرب الخمر علنًا، لأنها محرمة في دين الإسلام، وترك تعاطي المسكرات، أو المخدرات ونحوها، ولو كانت مباحة في دينهم، فإننا نقول: أنه ينكر عليهم، ويقال لهم: التزموا بشعائر الإسلام ما دمتم في بلاد الإسلام، وهذا من اشتراط الدولة -وفقها الله تعالى- عليهم؛ كما في قرارات موجودة في كتب صدرت من ملوك هذه الدولة، وصدق عليها، وعممت، وتوجد نسخ منها كثيرة عند هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعليكم أن تراجعوها.
وذكر علماء المسلمين قديما ما يتعلق بالكفار، وبينوا ما يلزمهم ما داموا في بلاد إسلامية وأن يرجعوا إلى تعاليم الإسلام، ويلزم المسلمين أن يعاملوهم بما فيه عز الإسلام، وبما فيه ذل الكفر، ولذلك يقولون في مؤلفاتهم: لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، ولا بكيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ ويمنعون من إحداث البيع -يعني محلات العبادة- ولا يرفعون بناءهم على بناء المسلمين، وإن كانوا من أهل الذمة فرضت عليهم الجزية، وعندما يسلمونها يمتهنون عند أخذها منهم، ويُطال وقوفهم وتجر أيديهم...إلخ.
كل ذلك دليل على أن الإسلام هو دين الرفعة والعلو، وأن ما يخالفه من الأديان دين الذل ودين الضعف، وأن أهل الكفر يستحقون الإذلال، فيعاملون بذلك، ولو كانوا ذوي مناصب رفيعة أو ذوي أماكن مرموقة، أو ذوي شهادات ومؤهلات عالية، فإن الإسلام أولى بأن يرفع وأن يرتفع أهله، فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه.

line-bottom