شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
143692 مشاهدة print word pdf
line-top
نصيحة لرجال الحسبة في زمن كثرت فيه الفتن

وسئل الشيخ حفظه الله: ما نصيحتكم لرجال الحسبة خاصة أننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن وقل فيه الصالحون؟
فأجاب: ننصحهم ونوصيهم بالصبر والاحتساب، والحرص على أداء المنوط بهم، وعلى ما تبرأ به الذمة، وذلك أن الأمة تحتج بهم، وتعلق عليهم التبعات فيما يظهر من المنكرات، فالناس في حقهم إما أن يلوموهم، وإما أن يعيبوهم، واللوم يجيء إذا قصروا أو تساهلوا فيما طلب منهم، أو ما هو من واجبهم، فيرميهم الناس بالإهمال والتغافل عن المنكرات، ويقدحون فيهم، فعليهم الصبر وعليهم الحرص على أن لا يجد أحد إليهم مدخلا.
وعليهم إبداء أعذارهم فيما يظهر من الخلل والنقص في العمل، مع بذل الجهد في تغيير ما يقدرون عليه، وما يستطيعون الوصول إليه.
أما ما يرمون به من الجهل وقلة الفهم، ومن التهور والتسرع، ومن الغلو والشدة، فكل ذلك يصدر من أهل المعاصي والفساد، الذين يتمنون خلو الساحة لهم حتى يتمكنوا من نيل أغراضهم، والحصول على مشتهاهم من الخمور واللهو والأغاني والمعاكسات، وما يتبعها من الفواحش، ولا غرابة إذا تكلم هؤلاء في رجال الحسبة، وألصقوا بهم العيوب؛ لأنهم حالوا بينهم وبين ما يهوونه، فعليهم الصبر والتحمل وإبداء الأعذار والله المستعان.

line-bottom