القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
91292 مشاهدة
ولاة الأمور بشر غير معصومين

سئل حفظه الله: هل الإنكار على ولاة أمور المسلمين يختص بالعلماء؟ أم واجب على كل مسلم؟
فأجاب: معلوم أن ولاة الأمور بَشَر غير معصومين، فيقع منهم الاجتهاد الخاطئ، أو التأويل في فعل أو أمر يكون غيره أحسن منه، فهم بحاجة إلى من ينبههم على هذا الخطأ، وهم يفرحون ويستقبلون ما يرفع لهم من الإرشادات والنصائح.
ولكن حيث إن الغالب على ولاة الأمور الأهلية والمعرفة وتجربة الأمور، ومعرفة العواقب والنظر في الوقائع بعين البصيرة، والعمل على ما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة، وعلى هذا فلا ينكر عليهم كل أحد؛ حيث إن في ذلك ما يشعر بنقصهم عن مستوى العامة، ولأن الأفراد قد يتخيلون ما لا يصلح إنكاره، وقد لا يشعرون بالأهداف والمصالح المقصودة.
لذلك على الأفراد مراجعة العلماء وإبداء الملاحظات لديهم، وإقناعهم، ثم العلماء يقومون بوظيفة البيان والنصح لولاة الأمور، ويكون ذلك على وجه النصيحة والمحبة دون إظهارٍ لِمَعَائِبَ، أو تتبع لعثرات، فإن المؤمن يستر وينصح، والمنافق يهتك ويفضح، والله أعلم.