إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
127790 مشاهدة print word pdf
line-top
كيفية إنكار المنكر بالقلب

وسئل الشيخ بارك الله في علمه: كيف يكون إنكار المنكر بالقلب ؟
فأجاب: يرى ذلك في آثاره، فالقلب خفي، ولكن آثاره ظاهرة، ومن آثاره أن تبغض مجالس المعاصي، وأن تهجر العصاة وأن تحذرهم، وتحذر من شرهم، أما الذي يجالسهم، ويضاحكهم، ويمازحهم، وهم على معاصيهم، وعلى خمورهم وعلى زمرهم، وعلى لهوهم وباطلهم، ثم يقول: إني أنكر بقلبي!
أقول له: أنت لست بصادق، فإن الإنكار بالقلب يلزم منه بغض العصاة ومقتهم، وتحقير شأنهم، وعيبهم ونشر مخازيهم على وجه التحذير منها، وبذلك يصدق في الإنكار بالقلب وهو أضعف الإيمان.

line-bottom