الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
120136 مشاهدة print word pdf
line-top
نصيحة لمن يلفقون التهم الكاذبة على رجال الحسبة

وسئل فضيلته: إن مما عمت به البلوى في هذا الزمن اشتغال فئة من الناس بالطعن والافتراء ووضع القصص الملفقة على رجال الحسبة، لدرجة أنها أصبحت عندهم فاكهة لمجالسهم.
والأدهى من ذلك والأمر القذف في أعراضهم وتشويه سمعتهم.
والسؤال: ما حكم هؤلاء الذين يلفقون القصص والافتراءات الكاذبة إلى آخر ما ذكر في هذا السؤال؟ وما نصيحتكم لمن وقع وانجرف وراء هذه التيارات السالفة الذكر؟
فأجاب: إن الكذب من حيث هو ذنب من كبائر الذنوب قال -تعالى- إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وقد جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من علامات النفاق ثم يزداد إثمه إذا ترتب عليه ظلم، وبهتان، وإساءة ظن، سيما في حق الأبرياء، وأهل العدل والغيرة وإنكار المنكرات، ولا شك أن الحامل لهؤلاء على الكذب والافتراء هو الحقد والبغض لأهل الخير، سيما الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فإن الغالب أن أولئك المختلقين لهذه الوقائع التي لا حقيقة لها هم من أهل الفساد والفسوق، ومن الذين يهوون المعاصي، كترك الصلوات، وتعاطي المسكرات، وفعل فاحشة الزنى ومقدماته، والسهر على الأغاني، والصور الفاتنة، واللعب بالقمار، وتتبع العورات، والمعاكسات، ونحو ذلك، وقد عرفوا أن أهل الحسبة يحولون بينهم وبين ما يشتهون، فلم يجدوا بدا من القدح فيهم، والعيب، والثلب، واختلاق القصص، التي هي خيالات وهمية، ويفتريها أحدهم في مجلس وقد يقولها مازحًا، ثم يتلقفها الآخرون، وينشرونها في المجالس، ويتفكهون بأعراض أهل الدين والإصلاح.
ولا شك أن هذا من أكبر الظلم، فإن أهل الحسبة هم من خيرة عباد الله، مشهود لهم بالخير والنصح والغيرة، والحرص على نجاة الأمة من المعاصي وأسباب الفساد التي توجب غضب الرب ومقته.
فالواجب إحسان الظن بهم والذب عن أعراضهم، والرد على أعدائهم، وبيان ما لفق عليهم من الكذب والبهرج، حتى يتبين الحق لقاصده، والله الموفق للصواب.

line-bottom