الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفسير سورة الكهف
38855 مشاهدة print word pdf
line-top
تشابه عقاب صاحب الجنتين مع عقاب أصحاب البستان

وكما حصل أيضا لأصحاب الجنة الذين ذكروا في سورة ن والقلم؛ فإن الله تعالى حكى عنهم: أن لهم بستانا، وأن ذلك البستان فيه ثمار، فلما كان في ليلة من الليالي أقسموا وحلفوا أنهم سيصرمون نخيلهم وأشجارهم؛ يعني: ثمارها في الصباح، يصرمونها، وحلفوا على ذلك، ولم يستثنوا، لم يقولوا: إن شاء الله، فلما أصبحوا ففي تلك الليلة أرسل الله تعالى عليها ما أتلفها فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أصبحت محترقة مصرومة، ليس فيها شيء؛ وذلك لأنهم تمالئوا على أن يمنعوا المساكين، وقالوا: لا يدخل عليكم مسكين فيها فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ طاف عليها طائف من ربك، بعذاب من ربك، فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فلما رأوها اعتقدوا أنهم ضالون، وقالوا: ليست هذه جنتنا، ولا هذا بستاننا، نحن مخطئون، ولكن بعد أن تحققوا أنها هي بستانهم، اعترفوا بأنهم مخطئون، وقالوا: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ورجعوا إلى ربهم، وقالوا: عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ .
فأولئك عوقبوا لما أنهم قالوا: لا يدخلها عليكم مسكين، وهذا عوقب لما كفر وقال: ما أظن الساعة قائمة، وقال: إن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا، وافتخر على صاحبه وقال: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وأشرك بالله، وقال بعدما عوقب: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا عاقبه الله بأن أتلف عليه هذه الجنة، وهذا البستان أحوج ما كان إليه.
وقد ضرب الله تعالى مثلا بمن كان له جنة، فأصيبت أحوج ما يكون إليها. في قول الله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ يعني: أن يكون له بستان، ثم يقول تعالى: أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ فتؤتي أكلها، فأصابها يعني: سلط الله تعالى عليها ما أصابها، وله ذرية ضعفاء. وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ هذا مثل أيضا ضربه الله تعالى لمن أصيب في ماله أحوج ما كان إليه.
وهكذا لا يغتبط الإنسان بما هو فيه وما وسع الله عليه، بل يعتبر بما حدث لمن كان قبلنا، ويقول: لو بقيت الدنيا لنا لما وصلت إلينا، لو كانت الدنيا تبقى لنا لبقيت لمن قبلنا؛ فلما أنهم فنوا فلا بد أننا أيضا نفنى وأنها تنتقل إلى من بعدنا، هكذا يعتبر المؤمن.
قال الله في هذه القصة: وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ أي: في ذلك المكان، كما قاله بعضهم.
الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ يعني: من تولاه الله تعالى فإن ولايته حق، ومن خذله فإنه هو المخذول.
الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا أي: ثواب الله تعالى خير لمن آمن، وعمل صالحا، ولا يلقاها إلا الصابرون، وخير عاقبة؛ أي فضل الله، وما يعطيه، وما يخوله لعبده هو خير ثوابا، وخير عاقبة.

line-bottom